أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية أن الاتصالات الغربية مع حركة حماس زادت في الفترة الأخيرة، مطالبًا الدول الأوروبية باحترام نتائج أي انتخابات فلسطينية مقبلة، والعدول عن موقفها الرافض للتعامل مع حماس رغم فوزها بالأغلبية في الانتخابات التشريعية عام 2006. وقال هنية في تصريحات صحفية الاثنين: "حتى في عملية التسوية هم يبحثون عن حركة حماس وقد لا ينجح ما يصبون إليه إذا بقيت حماس خارج إطار التفاهمات المباشرة معها لذلك هناك لقاءات أحيانا تجري بغزة وأحيانا بدمشق وأحيانا تجري في بعض الدول الأوروبية نفسها". وأوضح رئيس حكومة غزة أن اللقاء القادم مع الأوروبيين سيتحدث في القضية المركزية بالنسبة لحركة حماس وهي إنهاء الاحتلال عن الأرض الفلسطينية لأنّ جوهر الإشكال الذي يعاني منه شبعنا هو الاحتلال. وفي الشأن الداخلي الفلسطيني خاصًة موضوع المصالحة، تمنى هنية أن تشهد الجلسة الثانية من حوار المصالحة التي من المتوقع أن تعقد 20 الشهر الجاري التوصل إلى "اتفاق نهائي" واستكمال لكافة قضايا الخلاف. لكن هنية أكد أن "الملف الأمني يحتاج لمزيد من النقاش لكي نتوصل إلى تفاهمات محددة.. نحن نتكلم عن الوضع الأمني في الضفة الغربية وقطاع غزة وهذا ربما من القضايا الأساسية التي ستكون مدار البحث". وعبر هنية عن أسفه بالاعتقالات التي تجري ضد عناصر الحركة في الضفة الغربية على يد أجهزة أمن السلطة. وأكد رئيس حكومة غزة أنه في أي انتخابات جديدة ستكون لحماس مشاركة فاعلة، مستدركا: "لكن قد تختلف مشاركتنا الجديدة عن القديمة في طريقة اختيار المرشحين للانتخابات فيها بحيث تكون الشخصيات المشاركة في الانتخابات مختلفة عن طبيعة الشخصيات التي شاركت في انتخابات عام 2006". وأوضح أن حماس شاركت في الانتخابات الماضية عن قناعة وبعد دراسة معمقة وجدت أن من مصلحة الشعب الفلسطيني المشاركة في هذه الانتخابات لحماية الحقوق والقضية ولحماية مشروع المقاومة. - إحياء القرضاوي للقضية من جهة أخرى، أكد هنية أن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي أعاد للقضية الفلسطينية بُعدها الإسلامي بعد محاولات إخراجها من كنفها الإسلامي. وقال هنية في كلمةٍ له خلال مؤتمر "جهود القرضاوي في خدمة الإسلام ونصرة القضية" في غزة الثلاثاء : "إن نُصرة الشيخ القرضاوي ووقوفنا مع العلماء تعزيز لهويتنا الإسلامية". وشدد على أن المقاومة الفلسطينية بحاجة إلى من يتحدث باسمها ويقف خلفها ويسند ظهرها ويدعم الجهاد والمقاومة- في إشارةٍ منه إلى الشيخ القرضاوي. وأضاف " إن الشيخ القرضاوي كان أحد العلماء الذين شجعوا عقد مؤتمرٍ لنصرة غزة في العاصمة القطرية، كما شجع قوافل كسر الحصار عن قطاع غزة". وكان رئيس اتحاد علماء المسلمين أعلن في أواخر يونيو الماضي عن مشاركة الاتحاد عمليًا في قافلة كسر الحصار القادمة نحو غزة.
وقال هنية :" إن الشيخ القرضاوي كان دائم الدعوة إلى إستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام الفلسطيني وحل الخلافات بالحوار والتعايش"، مشدداً على أن من يستهدف الإساءة له يستهدف المنهج والدين والفكرة.