أحترم الكثير من آراء الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، الإخوانى البارز؛ فالكثير من مقولاته واستنتاجاته تتفق مع تحيزاتى. وإن كنت أعتقد أن شعبيته التى يحظى بها عند بعض أمثالى من غير الإخوان أقل من شعبيته بين أقرانه من الإخوان لأننى لا أجد أثرا واضحا لعقلانيته على قراراتهم. للرجل حوار سابق قبل الانتخابات مع جريدة الدستور اقترح فيه أن «تمتنع الجماعة عن دخول الانتخابات لمدة 20 عاما» والسبب من وجهة نظره هو ما يمكن تسميته «إستراتيجية الإخوان الهادمة لذاتها»، أو كما عبر عنها هو بقوله: «لأن أحد أسباب استمرار النظام الحاكم ومساندة الغرب له رغم فساده واستبداده هو نحن الإخوان المسلمين، ومن المعروف عند الجميع أن البديل للنظام هو الإخوان رغم أننا منذ نشأة الجماعة على يد الأستاذ حسن البنا لسنا فى حالة منافسة على السلطة فى مصر، لأننا جماعة إصلاحية ونتعامل مع سلطة فاسدة ومنحرفة، ولكن ليس دور الإخوان المنافسة على السلطة، فالأستاذ البنا لو كان هدفه الوصول إلى السلطة لكان أنشأ حزبا سياسيا.» انتهى كلام الرجل. ومن هنا أتمنى أن يتوقف الإخوان عن لعب دور المعطل للتطور السياسى فى مصر بعد أن أثبتوا أنهم ليسوا من القوة بحيث يستطيعون تغيير شروط اللعبة السياسية، كما أنهم ليسوا من الضعف بحيث يمكن تجاهلهم. أرجو ألا يفهم من كلامى أننى أحاول أن ألقى اللوم على الضحية؛ بل العكس هو الصحيح. الدور الصحيح للإخوان ليس فى أن يكونوا لاعبا حزبيا وإنما هم فى الخلفية لدعم من يرونه أقدر وأجدر بحكم مصر وهذا حقهم كمواطنين مصريين. مكانهم الطبيعى أن يكونوا جماعة ضغط ترجح كفة من يرونه أفضل لحكم الوطن. وهو ما عبر عنه د. أبوالفتوح بالعبارة التالية: «ممكن كجماعة الإخوان أن أتصدى لتزوير الانتخابات وأنظم مظاهرات وفاعليات لمواجهة التزوير لكن هذا الحراك لا يكون مبنيا على أن لى مرشحين وأحاول دعمهم لكن أواجه التزوير لأنها قيمة سلبية خطيرة تهدد المجتمع ولكن أفصل العمل الدعوى عن الحزبى والترشيح للانتخابات». وكى نفهم الآثار الجانبية السلبية للدور الحالى الذى يلعبه الإخوان، ضعوا كلام أبوالفتوح فى سياق تصريحات سفير إسرائيل السابق فى مصر، إيلى شاكيد، والتى يمدح فيها الانتخابات الأخيرة لأنه يفضل «مصر غير ديمقراطية يحكمها شخص عاقل أكثر من مصر ديمقراطية يحكمها أصوليون كالإخوان المسلمين».