اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، بعدة قضايا مصرية، أهمها مطالبة وزير العدل السابق بحل البرلمان، وخسارة كل الأطراف السياسية في الانتخابات، بما فيها الحزب الوطني الحاكم، وأخيرا تحذيرات الأطباء من امتزاج فيروس إنفلونزا الطيور وفيروس "H1N1" وتحورهما في الشتاء. مصر تحتضر بسبب الجهل أرجعت هويدا طه، في مقالها بصحيفة "القدس العربي"، سبب احتضار الأمة المصرية إلى الجهل والجهالة. وقالت: "إننا نكره العلم والتفكير العلمي"، والدليل هو أن الناجحين في انتخابات مجلس الشعب يغلب عليهم الجهل من أول كلمة يتفوهون بها، وهؤلاء مستحيل أن ينقذوا مصر من احتضارها. وأوضحت أن الديمقراطية حل سحري نسبي، لكن ليس مع شعب معظمه أمي، واصفة جهل المصريين بال"بلوى الكبرى". ورغم اتهام النظام بقتل بذرة الاستنارة في المجتمع المصري؛ فإن هويدا حملت الشعب مسؤوليته عن الجهل. ووصفت الشعب المصري أنه "في عمومه فقير وغائب ومغيب ودرويش وعاجز، ويكره العلم والتفكير العلمي، ولا يعرف الموضوعية وليس لديه استعداد للدفاع عن حقوقه؛ لأنه لا يعرفها ولا يجد من يعرِّفه بها، وإذا كان يصارع من أجل البقاء فهو يصارع بوسائل متدنية ووضيعة في الغالب، وينهش أفراده أرغفة بعضهم بعضا؛ لأن اعتداء الضعيف على ضعيف أسهل وأقل كلفة من اعتدائه على ظالم قوي". وزير العدل السابق يطالب بحل البرلمان ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن وزير العدل السابق، المستشار محمود أبو الليل، دعا إلى إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة وحل البرلمان؛ بسبب التجاوزات القانونية الخطيرة التي وقعت أثناء العملية الانتخابية. وأرجع أبو الليل السبب الرئيسي في ازدياد الانتهاكات المصاحبة للعملية الانتخابية إلى إلغاء الإشراف القضائي الكامل عليها، خلافا لما كان عليه الحال في انتخابات البرلمان عام 2005. إلا أن القيادي في الحزب الحاكم، الدكتور مصطفى الفقي، دافع عن سلامة الانتخابات المصرية، وقال: إن "الانتخابات في مصر جرت بصورة سليمة ونزيهة"، مقللا من أهمية الإشراف القضائي الكامل عليها. وأضاف: "لا توجد دولة في العالم بخلاف الهند تلجأ إلى الإشراف القضائي الكامل"، متابعًا: "ثم إن الإشراف القضائي الكامل على انتخابات عام 2005 لمجلس الشعب لم يمنع من الحديث عن عمليات تزوير واتهامات من عدة أطراف لبعضها البعض باللجوء إلى التزوير في ظل وجود قاضٍ لكل صندوق". كلنا خاسرون أوضحت صحيفة "الحياة" اللندنية، أن الفائز في حرب الانتخابات الأخيرة لم يكن الحزب الوطني؛ لأن الخسارة الفعلية للجميع في مصر. إذ أوضح الدكتور عمار علي حسن في مقاله أنه على الرغم من أن الأرقام تقول إن الحزب الوطني هو الفائز في الانتخابات، فإن خسارته أفدح من المقاعد التي حصل عليها. لأن الوطني فقد المصداقية تماما أمام الشعب، كما فقدها مع الأحزاب التي عقد معها صفقة تمكنها من الحصول على بعض مقاعد البرلمان كما كان الاتفاق. كما قال حسن: إن مصر أصبحت تواجه أزمة بنائية سياسية، بعد أن تحولت التعددية الحزبية المقيدة، التي ظهرت في عهد الرئيس حسني مبارك، وأصبح الحزب الوطني فقط هو المسيطر على كل شيء. أما الإخوان المسلمون وأحزاب المعارضة فقد خسروا بسبب التجاوزات والانتهاكات الجارحة التي شابت الجولة الأولى من العملية الانتخابية. ورجح أن يكون انسحاب الوفد والإخوان من جولة الإعادة قد أعاد إليهم بعض من التعاطف الشعبي معهم. وبرزت خسارة الأحزاب الأخرى في الانفجارات المتتالية داخلها، التي تسعى لإزالة القيادات بعد فشل الصفقات مع السلطة والحزب الوطني. تحذير من تحور إنفلونزا الطيور والخنازير حذرت صحيفة "الوطن" القطرية من تزاوج فيروسي إنفلونزا الطيور والخنازير هذا الشتاء. وقالت، نقلا عن تصريحات لمسؤول طبي: إن الفيروسين يتحوران بسرعة شديدة، خاصة مع قدوم الشتاء والتعامل العلمي الخاطئ مع الأمراض في مصر، وعدم الاهتمام بالنظافة أو وجود إستراتيجية محكمة حكومية للتعامل مع الفيروسين قبل امتزاجهما؛ ليصبحا من الأمراض المتوطنة في مصر.