«أعط صوتك لمن يدفع أكثر واطعم الفم تستحى اليد وتصوت، جميعها شعارات وطنية خالصة رصدتها «الشروق» فى انتخابات جولة الإعادة عبر مجموعة من المشاهد التى تؤكد أن الانتخابات هذه المرة جاءت وفق معايير جديدة تؤكد خروج الأمن من حسابات المعركة الانتخابية، وتحكم رأس المال الوطنى فى جذب أصوات الناخبين بطرق شتى ولاسيما بعد عزوف الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم أسوة بمقاطعة الإخوان وحزب الوفد. ففى دائرة كرموز كانت أولى المشاهد باختفاء عربات الأمن المركزى وسيارات مكافحة الشغب والتى كانت قد حولت الدائرة فى انتخابات الجولة الأولى إلى ثكنة عسكرية، وقد حل مكان عربات الأمن المركزى عربات أخذت على عاتقها توزيع وجبات فاخرة من أحد المطاعم الشهيرة فى مصر. ووفقا لما رصده مراقبون للعملية الانتخابية فقد تم مشاهدة ما يقرب من 6 سيارات تحمل وجبات تابعة للمطعم الشهير كانت تقوم بتوزيع الوجبات على رؤساء اللجان الانتخابية والمندوبين. أما دائرة غربال والتى شهدت انتخابات الإعادة فيها منافسة طاحنة على مقعدى الفئات والعمال بين كل من ممدوح حسنى وعمرو كمال الدين «وطنى» على مقعد الفئات، وعامر فكرى إسماعيل وعبدالسلام الحمادى «مستقل» على مقعد العمال، فعلى الرغم من الإقبال الضعيف إلا أن شراء الأصوات عبر عمليات القيد الجماعى كان المشهد الرئيسى بين كلا المرشحين. ورصدت «الشروق» ظاهرة شراء الأصوات التى كانت سيد الموقف، حيث انتشرت سيارات الميكروباص التى تقوم بنقل الناخبين للتصويت لمرشح بعينه مقابل الحصول على مبلغ تراوح ما بين 20 و50 جنيها فى ساعات الذروة. كما تم رصد عدة تجمعات تخص مندوبى مرشح الوطنى ممدوح حسنى أمام مدارس أم المصريين والنهضة النوبية والجزائر والسلام واتحاد الجمهوريات وعمر بن الخطاب حيث كانوا يتفاوضون على سعر الصوت مع الناخبين، إلى أن قامت مشاجرة أمام مدرسة عمر بن الخطاب بجوار اتحاد الجمهوريات قام خلالها عدد من الناخبين بالاعتداء على المندوب بعد أن تهرب منهم رافضا إعطاءهم المبالغ المالية التى وعدهم بها بعد أن صوتوا لمرشحه. وأمام مدارس الجزائر وأمين الرافعى قام أنصار عمرو كمال الدين مرشح الوطنى بالهجوم على المدرسة بالسيوف والعصيان لمحاولة منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بعد تردد أنباء عن التصويت الجماعى فى هذه اللجان لصالح منافسه، واستدعى الأهالى على الفور معاون مباحث قسم محرم بك الرائد محمد إسماعيل حيث قام بفض الاشتباك وتفريق المناديب. أما فى الساعات الأخيرة لجولة الإعادة فتحولت شوارع غربال إلى ساحة «علنية» للاشتباكات بين المناديب والناخبين الذين لم يتقاضوا أى نقود نتيجة لتصويتهم للمرشح الفلانى الذى وعدهم مندوبوه بنقود مالية ثم اختفوا عن الأنظار، ليكون للنقود العامل الوحيد فى حسم مستقبل دائرة غربال للخمس سنين القادمة. وقام مراسل «الشروق» بصحبة أحد المرشحين السابقين عن الدائرة بمحاولة التفاوض مع أعضاء اللجنة رقم 174 فى مدرسة محمد سعد بمنطقة خورشيد على تسويد بطاقات التصويت لصالح أحد المرشحين وفاوض رئيس اللجنة على ثمن الصندوق الذى يحتوى على 1500 صوت بمبلغ 500 جنيه، وبعد رفض التفاوض خرج بعض الوسطاء من أجل الاتفاق على تسويد لجان أخرى مقابل مبلغ مالى يقدر بنحو 700 جنيه. ورصدت «الشروق» أيضا استخدام أقراص الفياجرا فى عملية التفاوض مع مندوبى ورؤساء اللجان الانتخابية من أجل تسويد البطاقات لصالح أحد المرشحين فضلا عن وجبات الغذاء التى استخدمها المرشحون من أجل دعوة الناخبين للتصويت لهم. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر