منذ أن عرف العالم الأسبرين حينما طرحت شركة باير الألمانية أول إنتاجها منه فى شكل أقراص أعدها العالم فيلكس هوفمان Felix Hoffman عام 1899 وإلى الآن يظل ذلك القرص الساحر الصغير محل احترام واهتمام العلم والعلماء. نشرت هذا الشهر مجلة «لانست» الدورية الطبية المعروفة نتائج بحث علمى مهم قام به فريق من جامعة أكسفورد البريطانية لدراسة فاعلية الأسبرين فى مقاومة سرطان المعدة. سرطان المعدة يأتى فى المرتبة الثالثة لقائمة أمراض السرطان التى تصيب الإنجليز. يصاب به 39 ألفا سنويا يلقى حتفه منهم 16 ألفا. البحث الذى استمر لخمسة أعوام يقرر فى نهايته أن تناول قرص أسبرين فى جرعة لا تتجاوز 75 مليجراما قادر على حماية الإنسان من الإصابة بسرطان المعدة والأمعاء بنسبة 25٪ ومن الموت بسببها بنسبة لا تقل عن 33٪ أما التوصية التى وجهها المجتمعون أخيرا بمؤتمر عقد تحت رعاية الجمعية الملكية الطبية فى بريطانيا إلى كل من جاوزوا الخامسة والأربعين من عمرهم كانت: تناول قرص أسبرين يوميا فى جرعة صغيرة (75 ملجرام 81 مليجراما) قد يقى الإنسان بالفعل من أخطار أمراض الشرايين (القلب والمخ) كما يقى من بعض أمراض السرطان القاتلة. لذا يجب النظر إلى الأمر بجدية من وجهة نظر الإجراءات الوقائية التى يجب اتخاذها للحفاظ على حياة الإنسان. يبقى النظر بحرص فى الآثار الجانبية التى يحدثها الأسبرين الذى سيضطر الإنسان لاستعماله طوال حياته ولو بجرعة ضئيلة. الأسبرين المغلف بطبقة واقية بالطبع أفضل فى استعماله لحماية جدار المعدة من القرحة. احتمال أن تحدث جرعة الأسبرين نزيفا فى الأمعاء أمر يجب ألا تغيب مناقشته بين الطبيب والمريض. اتخاذ الاحتياطات التى تضمن عدم حدوثه مثل تحليل البراز أو مراجعته بحثا عن آثار للدم وإجراء صورة دم كاملة قد تشير إلى وجود الأنيميا نتيجة للنزف البسيط المستمر. هى احتياطات بالفعل فاعلة ومفيدة فى مقابل فوائد الأسبرين الجمة.