رغم عدم إعلان أى جهة مسئوليتها عن اغتيال عالم إيرانى ومحاولة اغتيال آخر فى تفجيرين بالعاصمة الإيرانيةطهران أمس الأول، فإن هاتين العمليتين هما نتاج تنسيق مشتركة بين المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى أى أيه) والمخابرات الخارجية والبريطانية (كى أم 5)، بحسب كبير المحللين فى صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، يوسى ميلان. فقد تم اغتيال العالم النووى الإيرانى البارز مجيد شهريارى، أحد مؤسسى شركة إيران النووية، فيما نجا من محاولة مماثلة فريدون عباسى، وهو أحد العلماء النادرين فى تخصص فصل النظيرات المشعة. وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عدم وجود أى معلومات لديها بشأن التفجيرين. المحلل الإسرائيلى، المتخصص فى شئون الشرق الأوسط وتاريخ جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، رأى فى تفجيرى طهران «محاولة لتخريب البرنامج النووى الإيرانى، وإجبار طهران على وقف تخصيب اليورانيوم للحيلولة دون إنتاجها أول قنبلة نووية». ومضى ميلان قائلا فى مقال نشرته أمس صحيفة الإندبندنت البريطانية إن السنوات الماضية شهدت أربع محاولات معلنة لاغتيال علماء إيرانيين على صلة بالبرنامج النووى الإيرانى، مرجحا وجود محاولات أخرى لم يعلن عنها. وتصفية القادة والعلماء هو أحد أساليب «الموساد»، مشيرا إلى اغتيال زعيم حركة الجهاد الإسلامى فتحى الشقاقى خلال وجوده فى مالطا عام 1995. ورأى أن لدى «الموساد» الكثير من الوسائل لتوجيه ضربة للبرنامج النووى الإيرانى، فإضافة إلى اغتيال العلماء المتخصصين فى المجال النووى، يتم إرهاب آخرين لينسحبوا من البرنامج الإيرانى. المحلل الإسرائيلى أعرب عن الاعتقاد بوقوف «الموساد» أيضا خلف اختراق الشبكات الإيرانية المرتبطة بالبرنامج النووى وشراء طهران معدات تضر بأجهزة الطرد المركزى الخاصة بتخصيب اليورانيوم، وأخيرا زرع «فيروس» (ستكسنت) الذى أضر بأجهزة الحاسوب المرتبطة بهذا البرنامج. وعن هذه الوسيلة، قال الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد أمس إن أعداء إيران استخدموا الكمبيوتر لإحداث مشكلات «محدودة» لأجهزة الطرد المركزى فى بعض المواقع النووية، مقرا للمرة الأولى بتأثر بلاده بالهجمات الإلكترونية: «لقد نجحوا فى إحداث مشكلات لعدد محدود من أجهزة الطرد الخاصة بنا من خلال برنامج وضعوه فى قطع إلكترونية». جاء ذلك فيما قال متحدث باسم مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون إنها ستجرى محادثات مع المفاوض النووى الإيرانى سعيد جليلى فى جنيف فى السادس والسابع من الشهر المقبل.