أضحت جماعة الإخوان المسلمين رسميا على هامش الحياة السياسية في مصر، بعد انتخابات وصفتها الجماعة بأنها مزورة، في خطوة ربما تعطي ذخيرة لمتطرفين يقولون إنه لا يمكن إقامة دول إسلامية دون اللجوء للقوة. ولا تضمن الجماعة التي كانت تحتل خُمس مقاعد البرلمان الاحتفاظ بأي منها بعد الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي، والتي قال مراقبون مصريون إنها حفلت بالانتهاكات، وربما تنسحب الجماعة من السباق الآن. وقالت المحللة سارة حسن في آي.إتش.إس جلوبال إنسايت إن "سياسة الحكومة الحالية خطيرة جدا وربما تأتي بنتيجة عكسية"، وأضافت أن "جيلا أصغر أكثر تشددا من الإسلاميين متحالفا مع الجناح المتشدد للجماعة، ربما يشكك في هذه الإستراتيجية (نبذ العنف من جانب الإخوان)". وصرح الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن استبعاد الجماعة بآرائها المعتدلة، يهدد بظهور حركات إسلامية عنيفة. ورغم أن الجماعة محظورة قانونا، في إطار حظر على تشكيل أحزاب دينية، إلا أنها تمكنت من الالتفاف حول القيود المفروضة عليها من خلال العمل الاجتماعي، والتقدم بمرشحين مستقلين في الانتخابات البرلمانية، في ظل هدف معلن، هو العمل سلميا من أجل تأسيس دولة إسلامية ديمقراطية. وفازت جماعة الإخوان بعدد 88 مقعدا في الانتخابات البرلمانية لعام 2005، وهو فوز غير مسبوق، وفي الانتخابات الحالية لم تفز الجماعة بأي مقعد في الجولة الأولى وسيخوض 26 فقط من مرشحيها جولة الإعادة. وقال عصام العريان العضو البارز في الجماعة، أمس الثلاثاء، إنها تدرس الانسحاب من الجولة الثانية "لأن العدد (الذي يمكن أن يمثل الجماعة في المجلس) لن يستطيع حمل رسالتنا". وفي الوقت الذي سحقت فيه جماعة الإخوان المسلمين قد لا يفوز ثاني أكبر حزب معارض، وهو حزب الوفد الليبرالي بنفس عدد المقاعد التي كان يحتلها في البرلمان المنتهية ولايته وعددها 12 مقعدا، وفازت الأحزاب الأخرى مجتمعة بحفنة من المقاعد. وقال باراك سينر من معهد رويال يونايتد سيرفسيز في لندن "لا ينبغي اعتبار تقليص تمثيل الإخوان المسلمين والوفد في البرلمان تعزيزا للسلطة، ولكنه رد فعل لاستياء متنام كامن تحت السطح"، وقال محللون إن حجم الهزيمة فضح قلق السلطات قبل سباق الرئاسة في عام 2011. من جانبه، أشار شادي حامد بمركز بروكينجز الدوحة إلى أن "هذا يشير إلى أن النظام قلق بشان الانتقال المنتظر للسلطة ولا يرغب بالمخاطرة والسماح بأي هامش خطأ". فيما تجاهل مستثمرون إلى حد كبير عدم اليقين بشأن القيادة المستقبلية حتى الآن، في ظل إغراء النمو الاقتصادي القوي وإصلاحات تصب في صالح قطاع الأعمال، وقال جابرييل ستيرن الاقتصادي في اكسوتيكس للسمسرة "نعموا بالاستقرار السياسي لآلاف السنين لن يدعوه يفلت الآن".