«ننتظر الموقف الأمريكى خلال أيام».. بهذه العبارة استهل وزير الدولة الفلسطينى لشئون الجدار والاستيطان ماهر غنيم حديثه ل«الشروق» حول آفاق عملية السلام المتعثرة، فى ظل توقف مفاوضات السلام مع إسرائيل، جراء رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تجميد الاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية. غنيم مضى موضحا: «ننتظر أن تبلغنا إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بنتائج جهودها لتجميد الاستيطان.. وفى حال فشلها ننتظر أن تبلغنا بموقفها من إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد على حدود 1967.. وإذا لم تدعم واشنطن مثل هذا الإعلان فسنتوجه إلى مجلس الأمن الدولى والأمم المتحدة، وهى خيارات محل نقاش». هذه الخيارات، بحسب الوزير الفلسطينى، «سيتم الاستقرار عليها قريبا، وستكون متتالية بالتنسيق مع الدول العربية والمجتمع الدولى، وذلك فى حال انهيار المفاوضات (المباشرة التى انطلقت من واشنطن فى الثانى من سبتمبر الماضى)»، مشددا على «حرص السلطة على ألا يكون إعلان الدولة خطوة للخلف». ودعا وزير شئون الجدار والاستيطان إلى «تطوير الموقف الدولى الرافض للاستيطان عبر آليات يمكن من خلالها الضغط على نتنياهو لوقف تنفيذ مخططاته الاستيطانية.. فحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، ورغم حديثها عن السلام، تعمل بشكل ممنهج على تحقيق رؤى مستقبلية تحول دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدسالشرقية.. هم يريدون أن يصبح الفلسطينيون أقلية فى أراضيهم من خلال زيادة الضغط على التجمعات الفلسطينية الكبرى، وزيادة عدد المستوطنين اليهود فى الأراضى المحتلة». وحذر من أن «الاحتلال يتبنى سياسة البناء الأفقى، ما يعنى تجاوز مساحة مسطحات البناء للمستوطنات إلى مساحة مسطحات البناء للتجمعات الفلسطينية كما الحال فى كل من محافظات القدس وبيت لحم وطوباس وسلفيت وأريحا». وقدر الوزير المجموع الكلى للمواقع الاستيطانية فى الضفة ب462 موقعا استيطانيا، مقسمة إلى 189 مستوطنة، و251 بؤرة استيطانية، و22 موقعا يستخدم لأغراض استيطانية مختلفة. وبشأن جدار الفصل العنصرى، أوضح الوزير الفلسطينى أن الجزء الذى اكتمل بناؤه يبلغ 440 كيلو مترا من الطول الكلى المتوقع ب758 كم، وقد سلب الجدار ما نسبته 10.3% من مساحة الضفة، مشيرا إلى أن الاحتلال يخطط لجدار شرقى مماثل للاستيلاء على مناطق الأغوار. فى مواجهة هذه المخططات والإجراءات الإسرائيلية، فإن «السلطة تعزز صمود الفلسطينيين فى مناطق التوسع الاستيطانى، بتنفيذ برامج تنموية توفر الخدمات الأساسية، من بينها برامج صحية وتعليمية لسكان المناطق المهشمة والأغوار، والمناطق المتاخمة لجدار الفصل العنصرى عامة». وختم غنيم بأن «السلطة تتكفل بتوفير حافلات لنقل التلاميذ من وإلى المدارس المتاخمة لمناطق الاستيطان أو تدفع لهم بدل انتقال، وتقيم عيادات رغم أنف الاحتلال الساعى إلى تفريغ هذه المناطق من أهلها الأصليين».