«أعتقد أن انتخابات الرئاسة فى إيران التى غطيتها العام الماضى كانت أكثر تشويقا من الانتخابات البرلمانية الحالية فى مصر» هذا هو الانطباع الذى عبر عنه جون لاين مراسل بى.بى.سى العالمية بشأن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها يوم 28 نوفمبر الحالى، مبررا موقفه بأنه «لا أحد يستغرب ما يحدث، لذلك من غير المتوقع أن تحدث مفاجآت يوم الأحد المقبل». واعتبر لاين أن أكثر الفترات ازدهارا فى عمله كانت خلال الانتخابات الإيرانية، حيث تم رفع الحظر على حرية الصحافة قبلها، وقام بإجراء برنامج لمدة يوم كامل استضاف فيه ضيوف بارزين يمثلون كل الأحزاب السياسية، كما استطاع فى يوم الانتخابات نفسها أن يصور أحمدى نجاد عن قرب بكاميرته الخاصة «وهو شىء لا يحدث فى أماكن أخرى مثل مصر والولاياتالمتحدة وبريطانيا أن تكون بهذا القرب من الرئيس»، على حد قوله. وقال لاين خلال ندوة الإعلام المصرى بين السياسة والمهنية.. تجارب فى تغطية الانتخابات إنه مع اندلاع المظاهرات التى تلت نتائج الانتخابات الإيرانية كان هم الشرطة الأول «وقف التصوير وليس السيطرة على المظاهرة لأن الحكومات دائما تحاول السيطرة على المجتمع الدولى أكثر من الداخل». هذا الموقف من الانتخابات المصرية وتوقع ما ستسفر عنه كان تقريبا هو ما استشفه أيضا خالد عز العرب مراسل بى.بى.سى بالقاهرة الذى قال إنه وجد «نوعا من اليقين والحسم بين أوساط الصحفيين من أن الانتخابات القادمة ستكون مزورة بمختلف السبل»، إلا أنهم رغم هذا اليقين لا ينقلون هذا للجمهور، على حد قوله. وأرجع عزالعرب هذا التصرف لسببين إما للسياسة التحريرية للمؤسسات التى يعملون بها، أو لوجود محاذير قد تكون موجودة فى بعض الصحف الخاصة والفضائيات بسبب غياب الدليل الذى يدعم ما يقولونه، وهو ما يعود إلى «السياق الذى نعمل فيه بمصر والذى يصعب معه الحصول على معلومة موثقة فبالتالى نكون متروكين لانطباعات ضبابية» واعتبر مراسل هيئة الإذاعة البريطانية أن الصعوبة التى يواجهها المراسل التلفزيونى فى العمل بمصر أو الوصول إلى شخصيات بارزة فى الحكومة أو الحزب الوطنى «ليس فى صالح الدول لأنه يضعف موقفها، حيث تكون غير حاضرة، كما يضعف جودة المنتج الإعلامى أيضا فيخرج عملا ضبابيا لا يعطى صورة واضحة». وأوضح عزالعرب أن حرية التصوير فى جميع اللجان الانتخابية ستجعله قادرا على نقل صورة صحيحة، بحيث ينقل صورة واضحة «فإذا كانت هناك انتهاكات مثلا فى لجنتين مقابل هدوء فى باقى اللجان سأنقل هذا وهو أمر طبيعى يحدث فى أى دولة فى العالم»، على حد قوله. من جانبه، وصف هانى شكرالله مدير التحرير بجريدة الأهرام ما يحدث فى الانتخابات البرلمانية الحالية بأننا «إزاء تجربة فى الهندسة السياسية التى تهدف لإسقاط الإخوان وإحلال الوفد مكانهم»، مضيفا «أنا متشوق لمعرفة مدى نجاحها». أما الإعلامى حافظ المرازى مدير مركز كمال أدهم للصحافة بالجامعة الأمريكية، فقال «إن أكثر ما يصعقنى ليس الوضعية السياسية والظروف التى تتم فيها الانتخابات لكن عدم وجود محاولة للإخراج الجيد». ووصف المرازى القرار بالسماح ب12 يوما فقط للحملة الانتخابية «نوع من العبث» فى ظل غياب الإعلام المحلى من صحف أو محطات تليفزيونية، مشيرا إلى أن الحملات الانتخابية فى الولاياتالمتحدة تبدأ فى شهر يناير حتى يونيو أو يوليو، حيث تنتهى بالمؤتمرات القومية للأحزاب والتى تكون فرصة لصنع مرشحين للانتخابات الرئاسية التالية كما حدث مع الرئيس الحالى باراك أوباما. وأضاف المرازى أن ما يحدث فى هذه الانتخابات «شىء غريب أن ينافس الحزب نفسه وكأنه إضافة أخرى للغموض واللخبطة»، وتساءل: «ايه المطلوب من هذه الفوضى؟ هل أن تكون انتخابات 28 نوفمبر انتخابات أولية ثم تكون الإعادة فى 7 ديسمبر تكملة؟!» واعتبر المشاركون فى الندوة أن وسائل الإعلام تواجه تحديات كبيرة فى تغطية الانتخابات البرلمانية الحالية، مع «الحملة التى شنها الحزب الحاكم والحكومة على حرية الصحافة ليكون أكثر مطاوعة». يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر