فيما تراشقت القاهرةوواشنطن إعلاميا فى الأيام الماضية حول المطالب الأمريكية بأن تتمتع الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل بالحرية والنزاهة، يرى الباحث فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى ستيفن كوك أن مصر حريصة على علاقاتها الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة على الرغم من الخلاف بين البلدين حول ملف الديمقراطية. وقال كوك فى مقال بمجلة «وورلد بوليتكس ريفيو» أمس: «بالرغم من الاختلافات بين القاهرةوواشنطن فى ملف الديمقراطية، فإن القيادة المصرية تعلق أهمية قصوى على الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن»، مشيرا إلى أن «الولاياتالمتحدة تعتبر الداعم الرئيسى السياسى والاقتصادى لقوة مصر العسكرية، والإقليمية وعنصرا حاسما فى التنمية الاقتصادية». وأشار الباحث الى انه خلال حكم الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش تدهورت العلاقات الثنائية بين مصر والولاياتالمتحدة على صعيد ملفات العراق، وفلسطين، والإصلاح الديمقراطى، وبدا فى مصر حالة حنين للاتحاد السوفييتى السابق، والبحث عن بديل للولايات المتحدة، وكانت الصين هى البديل. ومضى قائلا: «بالفعل بدأت العلاقات بين مصر والصين تتطور على المستوى الاستراتيجى حتى منتصف العقد الأول من القرن الحادى والعشرين؛ لأن الصين لن تتصادم مع مصر حول بعض الملفات الشائكة مثل: ملف حقوق الانسان». لكن «بعد هزيمة الولاياتالمتحدة فى العراق، وكارثة إعصار كاترينا، تساءل بعض المصريين عما إذا كانت الامبراطورية الامريكية تتهاوى واذا ما كانت شريكا غير ملائم لتحديث مصر. الا ان مسئولين مصريين قالوها بوضوح بعد ذلك أنه لا بديل للولايات المتحدة»، بحسب المقال. ويرى الباحث الأمريكى ان مصر وعلى مدار ثلاثة عقود (فترة حكم الرئيس مبارك) تعد عمودا رئيسيا لسياسة الولاياتالمتحدة فى الشرق الاوسط، «فالقاهرة والرياض، وعمان ودول الخليج الناشئة ساعدت فى إيجاد نظام اقليمى سياسى ساعد واشنطن على تحقيق اهدافها فى الشرق الأوسط، وهى التدفق الحر للبترول، وأمن إسرائيل، ومنع القوى الخارجية الأخرى من القيام بدور مؤثر». ويتساءل كوك دون أن يقدم إجابة: «هل ستكون مصر قادرة على الاستمرار فى لعب دور اقليمى مؤثر مع تصاعد قوى اقليمية اخرى ووجود دول مارقة، ووجود مشكلات محلية، وزيادة المشكلات التى تواجه مصر؟».