عبرت جامعة الدول العربية عن دهشتها واستغرابها للتقارير التي نشرت حول الطرح الأمريكي "السخي" لتقديم حوافز لإسرائيل سواء كانت عسكرية أو أمنية مقابل التجميد الجزئي للاستيطان غير الشرعي بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقال السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، في تصريحات صحفية له اليوم الأحد، إن الجامعة العربية موقفها واضح، كما أن الموقف الفلسطيني واضح، وكذلك القانون الدولي واضح، فيما يتعلق بالاستيطان. وأضاف صبيح أن الاستيطان غير شرعي جملة وتفصيلا، وهناك قرارات دولية وقرارات من مجلس الأمن وغيرها من القرارات العديدة، تؤكد أن الاستيطان غير شرعي، ولا بد من تفكيكه، وهذه السياسة العامة الدولية الخاصة بالاستيطان. وقال "إن كل هذه المحاولات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية الآن للمحافظة على عملية السلام والمفاوضات، في تقديرنا ستبوء بالفشل، لأن هناك قرارا إسرائيليا مصمما على أن يبقى الاستيطان في القدس وفي أماكن كثيرة، ونحن نسمع ليل نهار هذه التصريحات المنافية للأخلاق والقانون والسياسة من قيادات إسرائيلية موجودة في الحكومة الإسرائيلية، بأن الاستيطان سيستمر، وأنهم لن يستمعوا إلى أي شيء". وأردف السفير صبيح: "الغريب أن الإدارة الأمريكية تقدم إغراءات لإسرائيل لوقف ما هو باطل ولوقف عدوانها ولوقف عدم التزامها بالقانون الدولي، وكان أحرى بأمريكا أن تصدر عقوبات بدلا من الإغراءات، حتى يفهم السياسي الإسرائيلى الذي تجاوز في عدوانه كل الحدود، أن هناك قانونا دوليا". وردا على سؤال حول قراءة الجامعة العربية لإعادة الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، في الوقت الذي يسعى فيه الجانبان العربي والفلسطيني لتهيئة الأجواء لاستئناف مفاوضات السلام، قال صبيح "رغم المسعى العربي للتوصل لاستئناف المفاوضات، لم تتوقف غارات اسرائيل لا على غزة ولا هجومها واقتحامها للضفة الغربية، ولا لعدوانها المستمر على مدينة القدس، ولا تعذيبها واقتحامها لمواقع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية". وأكد أن هذه حربا معلنة مستمرة من قبل إسرائيل، لأن سياسة إسرائيل هي محاولة كسر إرادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني، وتحاول ذلك منذ أكثر من 60 عاما وكل محاولاتها تبوء بالفشل، وهي محاولات لجر الانتباه العالمي إلى قضايا أخرى، غير قضية السلام، وهي تواجه ضغطا عربيا كبيرا وفلسطينيا لأن تكون المفاوضات، مفاوضات جادة ومباشرة بجدول أعمال وجدول زمني ودون مراوغة، إلا أن إسرائيل لا تريد ذلك، وتريد أن يستمر الاستيطان وتثير هذه البلبلة، وهذه الفوضى في الاعتداءات المتكررة في كل مكان".