مع بدء المعركة الانتخابية وإعلان أسماء مرشحى الأحزاب لانتخابات الشعب المقبلة، شهد حزب الوفد انشقاقات داخلية بسبب استبعاد بعض من أعضائه من القائمة النهائية لمرشحى الحزب لصالح اختيار آخرين. المنشقون عن الحزب يسعون لتقديم استقالتهم منه والترشح كمستقلين أمام المرشح الذى اختاره الحزب أو يلجأون لمقاطعة الانتخابات كناخبين مما يعد مخالفة للوائح الحزب الداخلية التى قد تسبب فى تحويلهم للجنة القيد بالحزب. وأرجع أغلب المنشقين سبب انشقاقهم لتخلى الحزب عنهم فى انتخابات الشعب المقبلة ودفعه بعناصر «البارشوت» فى إشارة للمنضمين حديثا للوفد، دون الأخذ فى الاعتبار برأى اللجان العامة. وكان أبرز المنشقين محمد الأجرود عضو الحزب والذى قرر الترشح مستقلا أمام النائب الحالى حمدين صباحى، للتنافس على مقعد الفئات بدائرة بلطيم، ومحمد عبدالوهاب المرشح كمستقل عن مقعد العمال بدائرة روض الفرج. وفى الإسكندرية انشق 5 أعضاء عن الحزب بهدف الترشح كمستقلين فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، وجاءت خطوة الترشح لكل واحد من هؤلاء بناء على أسباب تداولها أعضاء الحزب لتكشف أن ما هو تحت السطح أكبر بكثير مما يظهر فوقه، فحمادة منصور الذى ترشح مستقلا على مقعد العمال بدائرة كرموز كان أحد أبرز رجال محمود أباظة رئيس الحزب السابق وصاحب جمعية يتهمها المناهضون له بأنها أكبر أذرع الجمعيات الممولة داخل الحزب إلا أن تبدل خريطة الحزب فى الإسكندرية ليسيطر عليه أنصار البدوى أطاحت به من تشكيل هيئة المكتب ومن كل المناصب التى كان يتولاها فضلا عن خسارته فى التصويت التى أجرته اللجنة بالإسكندرية قبل رفع الأسماء للهيئة العليا. الاسم الثانى لم يكن مستغربا إقدامه على هذه الخطوة بوصفه وجها دائما فى كل الانتخابات الماضية سواء الشورى أو المحليات أو الشعب، فإبراهيم جبريل الذى ترشح كمستقل بدائرة محرم بك على مقعد العمال ضيف دائم على محكمة القضاء الإدارى الذى يطعن فيها باستمرار على كل انتخابات يخوضها ومطالبته بتعويض على الرغم من قلة حضوره بالحزب الأمر الذى جعل الحزب يقرر إخلاء هذه الدائرة لعدم وجود مرشح ذى شعبية بها. الترشح بهدف تصفية الحسابات كان سببا تردد فى أروقة الحزب حينما فوجئ حسنى حافظ المرشح الأساسى على مقعد العمال بدائرة سيدى جابر بترشح أحمد صالح فى مواجهته بعدما خسر صالح أمامه فى التصويت الذى أجرته اللجنة، فقرر صالح الترشح فى مواجهة حسنى وهو ما لقى استحسان أحد المرشحين على دائرة أخرى أملا فى إسقاط حافظ لترتفع حظوظه لكونه أقل شعبية وفديا من حافظ. سيناريو حافظ صالح تكرر على مقعد العمال بدائرة الرمل حين ترشح أحمد البنهاوى ضد هيثم نصار المرشح الأساسى بعدما فشل فى النجاح بالتصويت الذى عقدته لجنة المحافظة، نتيجة عدم الاستحسان الذى لاقاه البنهاوى أثناء التصويت مما حفزه على التصدى لمرشح الحزب على المقعد الذى خسر التصويت فيه داخل الحزب. أما المرشح الخامس الذى انشق فهو محمد عرفة الذى ترشح أمام محسن حماد على مقعد الفئات بدائرة المنتزه اعتراضا على عدم اختياره على الرغم من عضويته القديمة بالحزب، ليكون الحالة الثالثة التى تترشح مستقلة وضد مرشح الحزب الأصلى أيضا. فيما تقدم محمد بلال الرئيس الشرفى للجنة العامة لحزب الوفد بالإسكندرية ببلاغ إلى محكمة الأمور المستعجلة بالجيزة حمل رقم 3854 / 2010 ضد كل من السيد البدوى رئيس الوفد وفؤاد بدراوى رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات بالحزب ونائب رئيس الحزب بصفتهم الاعتبارية طالب فيه بإلغاء قرار استبعاده من قائمة مرشحى الحزب بالإسكندرية على الرغم من اختيار اللجنة العامة له، مستندا فى بلاغه للمادة 32 من لائحة الحزب فى التصويت الذى أجرته وحصل فيه على 25 صوتا مقابل 18 صوتا لأقرب منافسيه الذى تم اختياره بدلا منه بعد ذلك طبقا لنص البلاغ. وقال رشاد عبدالعال المتحدث الرسمى باسم الحزب إن ما فعله المنشقون السابقون يعد خروجا عن تقاليد الحزب، مشيرا إلى أن الحزب سيتخذ ضدهم إجراء»، أما المرشحين الأساسيين فاستنكروا ما أقدم عليه زملائهم ومطالبين الحزب باتخاذ موقف واضح معهم. «لا أستطيع أن أرفع راسى فى الشارع السويسى» هكذا عبر إسماعيل شعبان القيادى بحزب الوفد بالسويس، عن إحساسة بالمرارة والخجل نتيجة قيام الحزب بترشيح شخصيات سياسية من أبناء الحزب الوطنى لخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة باسم الوفد بالمحافظة خصوصا بالدائرة الثانية، مؤكدا أنه لا يستطيع رفع رأسه فى الشارع السويسى نتيجة انتقاد المواطنين للوفد وقياداته بتفريط الحزب فى ابنائه والاعتماد على من هبط من الخارج. وأضاف شعبان أنه على الرغم من عدم تقدمه بطلب ترشيح لخوض الانتخابات، فإنه «حزين مما وصل إليه الحزب»، وتساءل: من يصدق أن المواطنين أصبحوا يسخرون منا بسبب قيام قيادات الحزب بالقاهرة بترشيح أبناء الحزب الوطنى داخل الوفد؟ واستدل على ذلك بالأمثلة قائلا: إن مرشح الحزب على مقعد الفئات بالدائرة الثانية محمد شافع لم يدخل الحزب مرة واحدة فى حياته والآخر على مقعد العمال سيد ياسين أحد أبناء الحزب الوطنى الذى استقال من قبل من حزب الوفد ثم دخل الوطنى ثم استقال والآن يعود ليترشح على قائمة الحزب فى انتخابات الشعب. وأكد القيادى الوفدى بالسويس أنه سيقاطع الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولن يشارك بها ولو على المستوى الشعبى، وذلك لأنه لا يستطيع مواجهة الناس فى ظل ما يتعرض له من انتقادات حادة سواء من مواطنين أو زملائه بالأحزاب السياسية المختلفة، على حد قوله. هذا بالاضافة لتقدم 13 عضوا بحزب الوفد بكفر الدوار، باستقالاتهم احتجاجا على اختيار الحزب لمحمد زكى عامر مرشح حزب الوفد على مقعد الفئات، وأرجع المستقيلون تقديم استقالاتهم لاختيار الحزب لعامر «الذى جاء بالبارشوتات من الحزب الوطنى» وعدم اختياره للوفدى عصام الصعيدى، عضو الحزب وعضو المجلس المحلى لمركز كفر الدوار، والذى تقدم باستقالته، وتقدم كمستقل على نفس المقعد. من جهته، قال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا، إن أى انتخابات برلمانية يعقبها انشقاقات داخلية فى الوفد، مضيفا أن الانشقاقات زاد حجمها هذه المرة. وأرجع شيحة زيادة عدد المنشقين بالحزب لانتخاباته الرئاسية التى تميزت بنزاهة وشفافية مما أعقبها انضمام عدد كبير من الشخصيات العامة والمشاهير والنواب للوفد، مشيرا إلى أن ذلك تسبب فى استعانة الحزب بهؤلاء المشاهير فى بعض الداوئر الانتخابية على حساب الراغبين فى الترشيح من بقية أعضاء الحزب. وأضاف أن هذه الانشقاقات ستأخذ وقت فى معالجتها لحين أن تهدأ النفوس، موضحا أن احتواءها يتوقف على قيادات الحزب التى يجب عليها أن تثبت أن ذلك من أجل المصلحة العامة. وانتقد أحمد عودة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، موقف هؤلاء المنشقين عن الحزب بسبب انتخابات الشعب وقال لابد عليهم أن يحترموا قواعد الالتزام الحزبى، وطالبهم بضرورة مراعاة تكريم الحزب لبعض قيادات أحزاب الائتلاف أو المستقلين من المرشحين لانتخابات الشعب فى بعض الدوائر.