ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المصرية في 28 نوفمبر يشعر الصحفيون المصريون بضغوط تؤثر على عملهم، حيث أوضحت أن العديد من الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان مؤمنون بأن حرية التعبير تواجه تهديدًا. وأضافت "بي بي سي" أن السلطات قامت بإغلاق عدد من القنوات التلفزيونية، وأعادت وضع قواعد أكثر صرامة بخصوص رسائل المحمول الإخبارية، وأجبرت مشغلي أقمار صناعية إلى إعادة التقدم للحصول على ترخيص، وهو ما علق عليه هشام قاسم، صحفي مصري ورئيس سابق لمنظمة حقوقية، بالقول إن السلطات شديدة القلق من الانتخابات المقبلة، وإن التلاعب في الانتخابات بدأ قبل فترة طويلة من يوم الانتخابات، مضيفا أنهم يحاولون الحصول على أقل تغطية ممكنة لما أطلق عليه "فضيحة انتخابية"، متوقعًا أنه لن يكون هناك تلاعب فقط، وإنما أعمال عنف كثيرة، وهو ما لا تريده السلطات أن يظهر في وسائل الإعلام المحلية والدولية. وأشارت "بي بي سي" إلى أن هذه المخاوف ظهرت بعد أزمة جريدة الدستور وإقالة رئيس تحريرها إبراهيم عيسى، المعروف بانتقاده الدائم للنظام، وإغلاق العديد من قنوات التلفزيون الفضائية -معظمها دينية وطبية- بدعوى بثها لمواد متشددة أو الدجل، بالإضافة إلى وقف بث مجموعة قنوات أوربت من القاهرة، وبخاصة برنامج (القاهرة اليوم) الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، وذلك بسبب عدم دفع القناة لمستحقات مالية، وفق السبب الظاهر للعيان، فيما يشكك البعض أن الوقف جاء كمحاولة لإسكات عمرو أديب الذي كان يعد برنامجه أحد البرامج القليلة المستقلة في مصر التي تتحدث في السياسة، فيما عبرت منى الشاذلي عن شعورها بالوقوع تحت الضغط وتخوفها من إيقاف برنامجها "العاشرة مساء". مخالفات من ناحية أخرى أكد الدكتور علي الدين هلال، أمين الإعلام في الحزب الوطني، أن هذه الأحداث تم إخراجها من سياقها الطبيعي، مضيفا أن ما حدث ليس له علاقة بالمنافسة السياسية أو التعددية السياسية، بل إن الإغلاق استهدف مجموعة من القنوات الفضائية الدينية والطبية التي خالفت شروط الترخيص الممنوح لها للبث، نافيا اتهامات نادر جوهر، صاحب شركة القاهرة الإخبارية، بأن الحكومة تبعث برسالة تحذير لوسائل الإعلام وتحاول جعلهم يعملون تحت التهديد واحتمال رفع قضايا ضدهم في أي وقت، وأضاف علي الدين هلال أن حرية التعبير جزء من مكونات النظام السياسي الذي يعمل على حمايتها وضمانها ما دامت لم تنتهك القانون، مصرًا أن على تلك الوسائل عدم مخالفة الرخصة الممنوحة لها. وتضيف ال"بي بي سي" في نهاية تقريرها أنه رغم إنكار الدكتور علي الدين هلال لتلك الاتهامات، فإن الحكومة خلقت انطباع لدي الصحفيين المستقلين وجعلتهم أكثر حذرا مع اقتراب الانتخابات، مشيرة إلى أن بعض المراقبين يرون أن ما يحدث يعد بروفة للانتخابات الرئاسية العام القادم، خاتمة بقولها إن تلك لحظة نادرة من عدم اليقين في سياسات التحكم المصرية، لذلك فليس مستغربًا أن يزداد قلق السلطات عن المعتاد.