عادت أكثر الصحف الليبية صراحة للظهور، اليوم الخميس، باسم ورئيس تحرير جديدين، وتعهدت بالولاء للزعيم الليبي معمر الفذافي في تنازل على ما يبدو للمحافظين داخل المؤسسة الحاكمة. وأوقف مسؤولون في الأسبوع الماضي النسخة المطبوعة لصحيفة "أويا" التي تصدرها مجموعة إعلامية مرتبطة بسيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر الفذافي في إطار حملة شهدت أيضا اعتقال عدد من الصحفيين العاملين في المجموعة لفترة قصيرة. ويعد سيف الإسلام القذافي خليفة محتملا لوالده، لكنه يخوض صراعا مع شخصيات مؤثرة تقاوم جهوده الإصلاحية. ونشرت الصحيفة المطبوعة التي غيرت اسمها إلى صباح أويا مقالا افتتاحيا ينتقد الرئيس السابق لمجموعة الغد الإعلامية لادعائه أن المحافظين خطفوا الصحيفة السابقة. وكتب رئيس تحرير صحيفة صباح أويا في العدد الصادر اليوم الخميس أنه يخشى أن تكون الاتهامات العشوائية بأن طرفا ما خطف صحيفة أويا ناتجة عن أوهام. وأضاف أن صحيفة صباح أويا الجديدة شديدة الولاء لليبيا وزعيمها ومشروع الغد ولمبادئ مهنة الصحافة وأخلاقياتها. وتراقب شركات نفط غربية كبرى من بينها بي بي وإيني وإكسون موبيل التطورات السياسية في ليبيا عن كثب. وضخت هذه الشركات مليارات الدولارات في مشروعات للنفط والغاز في ليبيا. واشتهرت صحيفة أويا بانتقادها الواضح للبيروقراطية وتحقيقاتها في قضايا فساد مزعومة اختبارا لحدود حرية الصحافة في دولة تحظر الأحزاب السياسية. ورئيس التحرير الجديد للصحيفة الجديدة المطبوعة هو سالم محمد والي، وهو زميل دراسة لمعمر القذافي، وعمل في المحاماة قبل أن يشغل مناصب متنوعة، بينها منصب مستشار بالمحكمة العليا، ورئيس تحرير لصحيفة الجهاد الليبية في السبعينيات والمدعي العام في ليبيا. وتشير صحيفة صباح أويا في صفحتها الأولى الى أنها جزء من مجموعة الغد، مثل صحيفة أويا السابقة. ونشرت صورة كبيرة للزعيم الليبي معمر القذافي في الصفحة الأولى من طبعتها الصادرة اليوم الخميس. ولم يطرأ تغيير على ما يبدو على الموقع الإلكتروني لصحيفة أويا، الأمر الذي قد يشير إلى أن الصحيفة المطبوعة فقط هي التي وضعت تحت إشراف قيادة جديدة. واحتجز جهاز الأمن الداخلي الليبي عددًا من الصحفيين العاملين في وكالة ليبيا برس للأنباء، وهي أيضا جزء من المجموعة الإعلامية التابعة لسيف الإسلام القذافي. وأفرج عنهم بعد تدخل الزعيم الليبي معمر القذافي. واستقال رئيس مجموعة الغد الإعلامية -وهو شخصية بارزة في المعارضة الليبية أثار تعيينه رئيسا للمجموعة الإعلامية في العام الماضي غضب المحافظين- بمجرد الإفراج عن الصحفيين. ولم يقدم المسؤولون تفسيرا لاعتقال الصحفيين أو وقف صدور النسخة المطبوعة من صحيفة أويا. ويعتقد المحافظون في ليبيا أن من شأن الإصلاحات التي يقودها سيف الإسلام القذافي الذي لا يشغل منصبا سياسيا رسميا تهديد الاستقرار في البلاد. ويقول بعض المحللين: إن الصراع بين أطراف النخبة الحاكمة يساعد في الحفاظ على نفوذ الزعيم الليبي معمر القذافي الموجود في السلطة منذ ما يزيد على 40 عاما لأنه يحول دون هيمنة أي مجموعة.