عادت صحيفتان مقربتان من أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، المعروف بأفكاره الإصلاحية، إلى الظهور مرة أخرى بعد احتجاب دام 6 أشهر فيما اعتبر مؤشرا على أن المعسكر الإصلاحي يخسر نفوذه. وساهمت صحيفتا (أويا) و(قورينا) في الترويج للأجندة الإصلاحية لسيف الإسلام القذافي الذي اعتبره كثيرون خليفة محتمل لوالده لكنه يخوض حربا مع الحرس القديم المحافظ في ليبيا، وقال محللون إنه منذ احتجاب الصحيفتين في يناير، وهو قرار قال مديرو الصحيفتين إنهم أجبروا على اتخاذه تحت ضغط رسمي، نجح سيف الإسلام في تعزيز قاعدة نفوذه. وامتدحت جماعات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان الصحيفتين لاختبارهما مساحة حرية الصحافة في ليبيا بنشر تقارير عن فساد الدوائر الرسمية، وواصل العاملون في الصحيفتين إصدارهما على الانترنت بعد توقف النسخ المطبوعة. وقالت إيناس عبد الرزاق حميدة، رئيسة تحرير (أويا): "الطلب الكبير على موقعنا على الانترنت شجعنا على العودة مرة أخرى" إلى أكشاك الصحف خاصة بعد أن تغلبت الصحيفة على مشاكلها المالية عقب حصولها على دعم الدوائر الرسمية". ومنذ أن خرجت ليبيا عن عزلتها الدولية خلال العقد المنصرم اجتذبت الدولة المصدرة للبترول اهتمام رجال الأعمال الأجانب، لكنهم يشعرون بالقلق من أن يعرض أي تغير في موازين القوة استثماراتهم للخطر، وكانت صحيفتا (أويا) و(قورينا) تصدران يوميا من قبل لكنهما تحولتا الآن إلى صحيفتين أسبوعيتين. وقال رئيس مجموعة الجهاد الإعلامية التي تملك الصحيفتين، إنه يود أن يستخدم الصحفيون حرية التعبير بشكل مسئول. وطالب سليمان دوغة، صحفي من منتقدي الزعيم الليبي تولى العام الماضي رئاسة المجموعة الإعلامية، بظهور "صحافة جادة وحرة"، وقال إن الصحافة الحرة التي يطالب بها هي صحافة مسئولة لا تلك التي تستغل الحرية للخوض في الحياة الشخصية للناس وهو "ما يهدد مبادئنا".