أجمع عدد من الخبراء والمتخصصين على أن التشدد الديني وتوظيف الدين في خدمة الأعراف؛ هو من أهم أسباب ضعف مشاركة المرأة في العديد من المجالات. جاء ذلك في المؤتمر الدولي الذي عقد، اليوم الأحد، تحت عنوان: "دور المرأة في حوار الثقافات والحضارات.. الحضور والفاعلية"، والذي نظمه مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، بالتعاون مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان. وأكد د. سعيد حارب، مستشار مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، أن الأصل في كل المجتمعات، ينبغي أن يكون المساواة بين المرأة والرجل، موضحا أن المسؤولية التكليفية متساوية، أما الاختلاف في الأدوار، فلا تتعدى أن تكون اختلافات وظيفية، وقال: "إن أول ديمقراطية في الحضارات كانت ديمقراطية امرأة، وهي (الملكة بلقيس)، بينما أول ديكتاتورية كانت ديكتاتورية رجل وهو (فرعون)"، مشددا أن من أهم معوقات قيام المرأة بدورها في حوار الحضارات، هو التفسيرات المتشددة للنصوص، لافتا إلى أن آلاف المؤسسات يسيطر عليها الرجال. من جانبها، تناولت د. مريم آيت أحمد، رئيسة قسم العقائد والأديان بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة المغرب، معوقات قيام المرأة بدورها في قضية حوار الحضارات، مشيرة إلى أن القبول بعمل النساء في مجتمعاتنا لم يخلق تغييرا حقيقيا للأدوار، فتأنيث الفقر وضعف الموقع الوظيفي والاقتصادي يعوق دون التأثير في مؤسسات صنع القرار، كما أن إقصاء المرأة عن المشاركة السياسية الفعلية يعكس الإقصاء في الفضاء الديني مع رجال الدين، بالإضافة إلى الأمية والفقر والتخلف، وتدني كفاءة المرأة العلمية، وانخفاض مستوى الوعي الثقافي، وتوظيف الدين في خدمة الأعراف.