دعت نافي بيلاي، المفوضة العليا للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إلى إجراء التحقيق في مزاعم التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في العراق، والتي تضمنتها الوثائق العسكرية السرية الأمريكية التي كشف عنها مؤخرًا موقع ويكيليكس. وقالت المفوضة العليا، في تصريحات أذاعها راديو هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي": إن الوثائق تشير إلى أن الولاياتالمتحدة واصلت تسليم المعتقلين إلى القوات العراقية على الرغم من علمها بانتشار إساءة معاملتهم على نطاق واسع. من جهته حثّ مانفريد نوفاك، المقرر الدولي الخاص لشؤون التعذيب، في تصريحات مماثلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على بدء تحقيق شامل، ليس في سلوك الجيش الأمريكي في العراق فحسب، وإنما فيما أسماه بممارسات التعذيب التي يستخدمها الجيش الأمريكي ومسؤولو المخابرات الأمريكية. كما طالب مانفريد نوفاك بالتحقيق في قيام مسؤولين أمريكيين في المخابرات بتسليم معتقلين إلى بعض الدول، حيث يعلمون علم اليقين أنهم سيتعرضون للتعذيب. وقال إنه على الرئيس أوباما -كما لسلفه- التزام وفقًا للمعاهدة الدولية لمكافحة التعذيب بفتح تحقيق مستقل فى كل اتهام أو اشتباه بحدوث تعذيب. وفي الدنمارك، التي شملت وثائق ويكيليكس ممارسات لقواتها في العراق، طلب لاسلوكى راسموزن، رئيس الحكومة الدنماركية، من وزارة الدفاع وقيادة الجيش إعداد تقرير حول ما ورد في الوثائق بشأن تسليم الجيش الدنماركي لمعتقلين عراقيين إلى قوات الأمن العراقية، حيث تعرضوا إلى تعذيب وحشي أدى إلى موت بعضهم. إلا أن راسموزن رفض دعوة المعارضة إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة؛ معتبرًا أن ذلك يستغرق مزيدًا من الوقت. وكانت ويكيليكس قد كشفت أن القوات الدنماركية، التي شاركت في احتلال العراق بين عامي 2003 و2007، سلمت 62 معتقلا إلى الشرطة العراقية، وذلك على الرغم من تحذيرات باحتمال تعرضهم للتعذيب. يذكر أن موقع "ويكليكس" المتخصص في نشر الوثائق السرية كان قد كشف وثائق عن جرائم جديدة ارتكبتها القوات الأمريكية في العراق.