رغم مرور 68 عامًا على معركة العلمين خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن مخلفاتها وآثارها لا تزال تشكل هاجسًا يصعب تبديده؛ فقد فشلت السلطات المصرية حتى الآن في نزع آلاف الألغام التي زرعت في أرض المعركة ومحيطها. وشهدت منطقة العلمين، التي تبعد عن العاصمة المصرية نحو 300 كيلومتر، الاحتفال بذكرى المعركة الشهيرة التي دارت رحاها هنا، وحسمتها قوات الحلفاء بالانتصار على القوات الألمانية والإيطالية. وحضر الاحتفال عدد من الجنود الذين لا يزالون يحملون ذكرى المواجهة التي تمت في صحراء العلمين؛ حيث رفاة آلاف الجنود من مختلف الجنسيات التي شاركت في القتال. وتعتبر معركة العلمين، التي بدأت في 23 أكتوبر عام 1942، واستمرت نحو أسبوعين؛ تعد من أهم المعارك التي شكلت نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية. هذه المعركة التي كانت بين القوات الألمانية والإيطالية بقيادة إرفين روميل من جهة والقوات البريطانية بقيادة برنارد مونتجمري من جهة أخرى، توصف بأنها كانت من أهم معارك الدبابات على مدار التاريخ، إذ أدت نتائجها إلى طرد النازيين من شمال إفريقيا بعد خسائر مروعة ألحقت بهم في العدة والعتاد. وعلى الرغم من مرور 68 عامًا على المعركة، لا تزال المأساة ممتدة حتى وإن سكتت المدافع ورحل المتحاربون، فيما بقيت الألغام عدوًّا يحظر الاقتراب منه.. ويقول المسؤولون إن إزالة حوالي 20 مليون لغم هنا تحتاج إلى دعم دولي، وتبدو يد القاهرة قصيرة للقيام بهذه المهمة. إذ لا تتجاوز قيمة اللغم الواحد 30 دولارًا؛ فإن تكاليف إزالته تتراوح بين 300 وألف دولار.