كانت الألغام في مصر هي محور الحوار في حفل تكريم السيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي في الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي اقامته اللجنة المصرية للتضامن لدورها الكبير منذ عام2007 في رئاسة اللجنة القومية للإشراف علي ازالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي والتي تضم عشرين وزارة ومحافظتي مطروح والإسكندرية وعددا من الجمعيات الأهلية.. بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والتي بدأت عام2007 وتتكلف60 مليار جنيه مصري وتحتل التنمية الزراعية جانبا كبيرا من محاورها المختلفة توفر148 ألف فرصة عمل جديدة. وتجذب ملايين من السكان إلي هذه المناطق بعد تطهيرها وتعميرها. وقضية الألغام في مصر هي من القضايا التي تجذب الاهتمام منذ معركة العلمين التي وقعت في الصحراء الغربية أثناء الحرب العالمية الثانية والتي زادت بعد ذلك في الصحراء الشرقية نتيجة للمعارك التي دارت هناك مع إسرائيل.. حتي أصبحت مصر هي ثاني دولة في العالم, زرعت فيها ألغاما مدمرة تقدر بحوالي مليون لغم قابلة للانفجار اي حوالي21% من إجمالي الألغام المزروعة في العالم والتي تقدر بحوالي105 ملايين لغم.. ولم تطهر الأرض بعد من هذه الألغام رغم الجهود التي قامت بها القوات المسلحة المصرية في إزالة نحو3 ملايين لغم في الصحراء الغربية. إلا أنه يوجد العديد من الصعوبات الفنية التي تواجه مصر لإزالة الألغام في باطن الأرض بسبب حركة الكثبان والسيول, وتحرك أماكن الالغام مع حركة الرمال, وعمق الألغام الموجودة في باطن الأرض مع زيادة حساسيتها بسبب رصها منذ أكثر من60 عاما بالإضافة إلي عدم وجود تسجيلات دقيقة لحقول الألغام. وتشير تقديرات القوات المسلحة إلي أن تكلفة إزالة الألغام تبلغ حوالي250 مليون دولار, وهنا لابد من الإشارة إلي أن الحكومة المصرية قد أثارت قضية الألغام في كثير من المحافل والهيئات الدولية بهدف جذب الاهتمام العالمي نحو ضخامة المشكلة وآثارها السلبية علي المستويين الإنساني والتنموي.. خاصة بعد تقاعس الدول التي زرعت هذه الألغام عن المساعدة المادية في رفعه, أو تقديم الخرائط الفنية التي زرعت بها الألغام. ورغم ذلك فقد نجح المشروع المصري في حشد دعم دولي وتوفير التمويل اللازم للمرحلة الأولي التجريبية, حيث قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية, وألمانيا, وإيطاليا, والصين, واليابان, بالإضافة إلي عدد من وكالات الاممالمتحدة بتقديم الدعم المالي والنوعي للمشروع. هذا وقد قامت الأمانة العامة التابعة لوزارة التعاون الدولي بالتنسيق مع وزارة الدفاع في سابقة تعد الأولي بدعوة أكبر خمس شركات عالمية متخصصة في إنتاج مستكشفات الألغام, لإجراء اختبار عملي لأحدث المستكشفات للوقوف علي أنسبها للعمل تحت الظروف السائدة في منطقة الساحل الشمالي الغربي من حيث طبيعة التربة ودرجة الحرارة والملوحة. وتجدر الإشارة إلي أنه تم التخلص من جميع الألغام والمخلفات المتفجرة التي تم العثور عليها في المناطق المطهرة وذلك بالنسف. حيث تم العثور علي13720 لغما و210214 جسما قابلا للانفجار. هذا ويمكن القول إن مصر قد دخلت معركة الألغام متأخرة كثيرا من ناحية الزمن ولكنها حققت خلال السنوات الأخيرة انجازات سوف يظهر آثرها في المستقبل القريب في مجالات الزراعة والتنمية والسياحة.