«موقف مبارك مع العراق واضح وأى محاولة من هذا الطرف أو ذاك للحصول على انحياز من القاهرة له لم ينجح»، كان هذا هو الإعلان الرئيسى الذى بعث به رئيس الوزراء العراقى المنتهية ولايته نورى المالكى من مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة عقب لقاء مع الرئيس حسنى مبارك استغرق ساعة. جاء حديث المالكى على خلفية أنباء من العراق بتحالف سياسى بين غريمه السياسى الأول إياد علاوى وعمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامى الأعلى غير الداعم للمالكى والأكراد الذين يمثلون وزنا سياسيا كبيرا نسبيا. غير أن المالكى أوحى فى تصريحاته بمقر رئاسة الجمهورية بأنه هو الذى سيكون رئيس الحكومة التى قال إنها «ستكون ممثلة للجميع ولن تقصى أحدا». وصل المالكى إلى القاهرة أمس الأول الثلاثاء والتقى رئيس الوزراء أحمد نظيف وكبار المسئولين السياسيين والأمنيين المصريين وكذلك الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقال رئيس الوزراء العراقى فى الحكومة المنقضية إنه يأمل فى أن يتم تشكيل الحكومة العراقية قريبا لانتهاء أزمة تشكيلها المستمرة منذ قرابة الثمانية أشهر بسبب الخلاف بين القوى السياسية الفائزة فى الانتخابات. وحسب تقييم مصدر دبلوماسى مصرى رفيع فإن حسم الأمر حول من سيشكل الحكومة ومتى ستشكل لم يتم بعد لكن الأكيد «أن الحكومة القادمة لن تكون مبالغة فى الموالاة للتأثير الإيرانى كما كان الحال سابقا». من ناحيته، قال المالكى إن مبارك أصدر «توجيهات مباشرة لرئيس الوزراء (نظيف) ولوزير الخارجية أحمد أبوالغيط بمتابعة دعم وجود الشركات المصرية فى العراق»، وأضاف أن الحكومة العراقية من جانبها ستعمل على تذليل العقبات التى تواجه نشاط الشركات المصرية فى العراق. وقال المالكى إن العراقيين قادرون على تشكيل حكومتهم الجديدة بأنفسهم دون تدخلات خارجية، وأكد تمسك بغداد باستضافة القمة العربية المقبلة، معربا عن أمله فى أن تكون قمة ناجحة يعتزون بانعقادها فى العراق. ففى مؤتمر صحفى بمقر الجامعة العربية، بعد ساعة من المباحثات مع أمينها العام عمرو موسى أمس، المالكى: نحن ماضون نحو تشكيل الحكومة (الجديدة). وأوضح أنه طلب من الجامعة الوقوف بجانب العراق، مضيفا أن بلده سيستضيف القمة العربية المقبلة «كدليل على معافاته، ووقوف العرب إلى جانبه بعد خروجه معافى من العقبات التى مر بها».