استقبل الرئيس حسنى مبارك، أمس، فى مقر رئاسة الجمهورية، وزير الدفاع السودانى عبدالرحيم محمد حسين، على خلفية تصاعد التوتر بين شمال السودان وجنوبه، ومؤشرات ترصدها القاهرة لارتفاع التوتر، فى وقت تزيد فيه الضغوط الدولية والإقليمية. وفى تصريحات له عقب الاستقبال، قال الوزير السودانى: إنه تلقى الدعم المصرى للسودان فيما يتعلق ب«وحدة السودان و(إجراء) استفتاء شفاف حسب رغبة السودانيين فى الجنوب، بما يؤدى إلى الوحدة الطوعية». وأكد الوزير السودانى، الذى قال إنه أطلع الرئيس مبارك على الأوضاع فى منطقة التماس بين شمال وجنوب السودان، أن «هناك مشاكل (أطلع الرئيس عليها) تعترض إجراء الاستفتاءات (حول مصير أبيى وانفصال الجنوب أو وحدته مع الشمال) فى المواعيد المقررة لها»، مشيرا إلى أن هناك ما يجب الاتفاق عليه «حتى يقود الاستفتاء إلى سلام» على أساس أن «الاستفتاء وسيلة وليس غاية فى ذاته وأنه يجب أن يكون من أجل ترسيخ ودعم الاستقلال». وأضاف «أنه يجب حل هذه العقبات (قبل عقد الاستفتاء) حتى لا يكون هناك أى مبرر للقتال»، مشددا على أن «حل مشاكل ما قبل الاستفتاء يجب أن يدار فى إطار الدولة الواحدة». فى الوقت نفسه، أكد وزير الدفاع السودانى، على أن «إعلان دولة فى جنوب السودان من طرف واحد هو أمر غير قانونى، ولا يلزم الاتحاد الأفريقى (الاعتراف بهذه الدولة)». من جانبه، قال المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهوية السفير سليمان عواد، فى تصريحات أدلى بها، أمس، بمقر الرئاسة، إن مصر تعمل من خلال «علاقاتها الجيدة» مع شريكى الحكم فى شمال وجنوب السودان للتوصل إلى «إجراءات تتيج إجراء الاستفتاء على نحو يتفادى تداعيات تنذر بأخطار العنف وإراقة الدماء»، مشيرا إلى العنف الكبير الحادث فى منطقة أبيى الحدودية بين الشمال والجنوب وما تسبب فيه هذا العنف من أعداد كبيرة للقتلى «تفوق القتلى الذين وقعوا فى دارفور وهو ما ينذر بالخطر». عواد الذى تحدث عقب لقاء آخر جمع مبارك ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما قال إن الرئيسين تناقشا باهتمام كبير فى الشأن السودانى وأن هناك توافقا بين القاهرة وبريتوريا فى ضرورة العمل من أجل الحفاظ على سلامة واستقرار الوضع فى السودان. وشدد عواد فى تصريحاته على أن الرغبة فى إجراء الاستفتاء فى التاسع من يناير العام القادم حسب المنصوص عليه فى اتفاقية نيفاشا التى وقعت فى 2005 لتنهى حربا اهلية لعقدين بين الشمال والجنوب لا يجب أن تطغى على الرغبة الموازية لضمان الإجراء السلمى والآمن للاستفتاء. وعلمت «الشروق» أن القاهرة تجرى اتصالات مكثفة مع الجنوب والشمال والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية الراعية لعملية السلام فى جنوب السودان بحثا عن «مخرج من كارثة عودة الحرب الأهلية للسودان وهو سيناريو مرعب ولكن لا يمكن استبعاده»، على حد قول مصدر رسمى مصرى. وفى سياق مماثل، سيطرت قضايا التعاون الأفريقى خاصة الاقتصادى وتحديات السلم والاستقرار فى القرن الأفريقى ومنطقة البحيرات العظمى والقضايا الدولية الخاصة بالتعاون الدولى إلى جانب التعاون الثنائى، على مائدة المشاورات التى أجراها أمس بالقاهرة الرئيس حسنى مبارك وضيفه جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا بعد استقبال رسمى أقيم لزوما فى مقر الرئاسة وأعقبته جلسة مباحثات ثم غداء عمل بمشاركة الوفدين.