شهد النصف الأول من عام 2010 تواصل أعمال الرقابة على حرية الفكر والإبداع، وذلك عبر العديد من الممارسات وصلت أعدادها أكثر من 32 حالة متنوعة في جميع الأوساط الفكرية، وذلك بحسب التقرير السنوي الأول لمؤسسة حرية الفكر والتعبير، والذي اهتم بتوثيق أوضاع حرية الفكر والإبداع في مصر في النصف الأول من عام 2010. واعتبر التقرير أن إلغاء ندوة لكل من العالم أحمد زويل، والشاعر فاروق جويدة، كان من المقرر عقدها في دار الأوبرا بدمنهور، لاعتبارات أمنية، يعد نوعًا من الرقابة على حرية الفكر والإبداع في مصر بشكل مبالغ من قبل الأجهزة الرقابة، كما وصف التقرير مطالبة النائب زكريا الجنايني، في بيان إلى كل من رئيس الوزراء ووزير الثقافة، بوقف أربعة أفلام، هي: "كلمني شكرًا"، و"بالألوان الطبيعية"، و"أحاسيس"، و"رسائل البحر"، بدعوى أنها تنشر الرذيلة، بأنها نوع من تقييد حرية الرأي والتعبير. وقد رصد التقرير كل القضايا والشواهد التي تشير إلى ما تقوم به بعض الجهات الرقابية بتقييد حرية الرأي، ومن أبرز القضايا التي رصدها التقرير تلك القضية التي أقامها مجموعة من المحامين تعرف باسم "محامون بلا قيود"، مطالبين بمصادرة "ألف ليلة وليلة"، مبررين ذلك بأنها تحمل بين طياتها كمًا هائلا من "العبارات الجنسية الصريحة، والمتدنية، والقميئة، بجانب دعوة سافرة للفجور، والفسق، وإشاعة الفاحشة، وازدراء الأديان، والعديد من الجرائم المُعاقب عليها طبقًا لنصوص قانون العقوبات". وانتقد التقرير أيضًا مجمع البحوث الإسلامية، وذلك لفرضه "وصايته الفكرية على حرية الإبداع"، حيث أصدر توصية بمصادرة بعض مؤلفات كل من سيد القمني، ودكتور حسن حنفي بذريعة النيل من الإسلام. أما في مجال القنوات الفضائية رصد التقرير سياسة قطع البث المفاجئ لبعض القنوات الفضائية، مثل قناة "العالم"، التي رصد التقرير تعرضها لذات الموقف، عام 2009، وأيضًا قناة "الرحمة". وعلى صعيد الأحكام القضائية، فكان الأبرز منها الحُكم بوقف نشاط قناتي الحياة الأولى والثانية، بوقف البث بهما، خلال الفترة الزمنية المخصصة لبث البرامج الرياضية الثلاثة: "الكورة مع شوبير"، و"إستاد الحياة"، و"الملاعب اليوم".