● هذا درس من العالم الآخر لكل من الاتحادين المصرى والأفريقى.. برجاء مذاكرة الدرس جيدا: «قرر الاتحاد الأوروبى مراجعة أحداث مباراة إيطاليا وصربيا التى ألغيت بسبب اندلاع الشغب. وقالت مصادر الاتحاد إنه ينتظر توقيع عقوبات على صربيا تتأرجح بين الغرامة أو إيقاف الملعب (اكرر إيقاف الملعب) أو الطرد (أكرر الطرد) من المسابقة الحالية فى اجتماع لجنة الانضباط يوم 28 أكتوبر الحالى. ● وكانت مباراة الفريقين صربيا وإيطاليا تأخرت عن بدايتها عندما قامت جماهير الصرب بإطلاق الصواريخ النارية، التى هى شماريخ، نحو جماهير منتخب إيطاليا.. ثم بدأت المباراة وعاد الجمهور الصربى إلى إطلاق الشماريخ نحو أرض الملعب، فقرر الحكم كريج تومسون إلغاء اللقاء.. فوقعت اشتباكات وسقط 16جريحا وألقى القبض على 17 مشجعا من صربيا. ● العقاب هو الحل لمن يخالف.. فلا توجد هناك نظريات «معلش، وآخر مرة، ونبدأ من جديد، ونفتح صفحة بيضاء، ونحن أشقاء فى أوروبا، أو الكرة الآن فى ملعب المجلس القومى» لايوجد هذا. فمن يخالف يعاقب باللوائح.. وهو ما طالبت به الصحف الإيطالية، التى قالت: «كنا نرغب فى الحديث عن كرة القدم.. لكن الوحوش الصربية أفسدت أمسية رياضية».. وقالت: «عار على صربيا»، «فلم يقل أحد إن الصحافة الإيطالية تهاجم الشعب الصربى الشقيق.. وبذلك يتأكد أننا فى مجتمعنا العربى نعانى من مشكلة حقيقية (لا أظن أنها مشكلة واحدة).. وهى خلط الأمور، ومزج الشغب الرياضى، بالواقع السياسى، والعلاقات بين الدول، والتعميم على الشعوب (برجاء ملاحظة أن الكلمة تعميم وليست تعتيم). ● عندما يقع شغب كهذا فى ساحة الرياضة تتخذ قرارات صارمة، فمن قبل أوقف الاتحاد الأوروبى الأندية الإنجليزية عن اللعب فى مسابقاته لمدة 5 سنوات.. وفى ذلك الوقت قررت مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء أن تناقش الشغب الإنجليزى فى البرلمان، وأن تسن قوانين تجرم هذا الشغب. أيامها قامت الدنيا ولم تقعد بجد، بينما هنا تقوم الدنيا وتقعد بأسرع مما قامت؟! ● عملية إنقاذ عمال المنجم فى تشيلى الذين ظلوا تحت الحصار لمدة 69 يوما، من أجمل عمليات الإنقاذ فى التاريخ.. لأنها تسجل إعلاء قيمة الإنسان، وأن حياة إنسان واحد تستحق كل هذا الصبر والعناء والتحدى والتكاليف.. لكن هناك قيمة أكبر تحققت من تلك العملية، وهو ترسيخ الانتماء للوطن وللدولة.. وعملية الإنقاذ عند شعب تشيلى تساوى الانتصار على الاستعمار الإسبانى والفوز بالاستقلال عام 1818. ● العالم كله ظل يراقب هذا الجهد الذى بذلته حكومة تشيلى لإنقاذ العمال.. بخطة عملية رائعة، وهم صعدوا إلى سطح الأرض، كما هبط رواد الفضاء على سطح القمر، بواسطة الكبسولة «فونيكس» وهى واحدة من ثلاث كبسولات جهزت للإنقاذ.. وفى الخطة تفاصيل تستحق أن تتعلم منها كل الدول.. من الولاياتالمتحدة إلى بوروندى؟!