قبل ساعات من بدء الوزير عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة المصرية زيارته لإسرائيل، وبعد ساعات من إشادة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، بمبادرة السلام العربية، أثار وزير الخارجية الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، أمس الأول عاصفة سياسية جديدة بإعلان رفضه المبادرة، خاصة ما يتعلق منها بحق العودة. ففى اجتماع بوزارة الخارجية أمس الأول، قال ليبرمان إن المبادرة العربية خطيرة جدا، «إنها وصفة لتدمير إسرائيل»، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس. واعتبر أن «الجزء الأخطر فى المبادرة هو ذلك الذى يدعو إلى عودة أحفاد اللاجئين الفلسطينيين» إلى الأراضى التى أجبروا على الفرار منها عام 1948. وتقترح المبادرة، التى تبنتها قمة بيروت عام 2002، إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة إلى حدود ما قبل حرب يونيو عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقيةالمحتلة، وإيجاد حل تفاوضى عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. ولم تتجاوب الحكومات الإسرائيلية مع المبادرة. وفى مقابلة مع صحيفة «موسكوفسكى كورسبوندنت» الروسية، وصف ليبرمان حل الدولتين للصراع الفلسطينى الإسرائيلى بأنه «شعار جميل، ولكنه خال من أى مضمون». وأضاف أن الولاياتالمتحدة تقبل بكل ما تتخذه إسرائيل من قرارات، وفقا لما نقلته صحيفة «هاآرتس» أمس. واعتبر أن باكستان وأفغانستان تشكلان الخطر الأكبر على أمن إسرائيل وليس إيران كما هو معتقد، معللا ذلك بأن باكستان دولة نووية وتعانى اضطربات شديدة، وأفغانستان تواجه خطر عودة السيطرة إلى مقاتلى طالبان والقاعدة. وسبق لليبرمان أن أثار عاصفة سياسية قبل ثلاثة أسابيع، بقوله إن إسرائيل ليست ملزمة بالمبادئ التى اتفق عليها الفلسطينيون والإسرائيليون فى مؤتمر أنابوليس للسلام بالولاياتالمتحدة فى نوفمبر 2007، مضيفا أنها ملزمة فقط بخريطة الطريق. وهى خطة مرحلية للسلام طرحتها اللجنة الرباعية للشرق الأوسط عام 2003، وكان يفترض أن تقود إلى إقامة دولة فلسطينية عام 2005، لكن الرفض الإسرائيلى جمد الخطة. وتصطدم تصريحات ليبرمان بشأن المبادرة العربية مع حديث الرئيس الأمريكى بإيجابية أمس الأول عن المبادرة، إذ اعتبرها «بداية بناءة للغاية». ودعا أوباما، عقب اجتماعه بالعاهل الأردنى، الملك عبد الله الثانى فى واشنطن أمس الأول، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإحلال السلام، مضيفا أنه «لا يمكننا التفاوض للأبد»، وأنه يتوقع أن يرى تقدما على الأرض خلال الأشهر المقبلة. كما تتعارض هذه التصريحات مع حث وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الأحد الماضى على صياغة خطة سلام إسرائيلية تقوم على المبادرة العربية. ومنذ توليه مهامه فى الأول من أبريل الحالى لم يعلن نتنياهو التزامه بحل الدولتين. فيما أظهر استطلاع حديث للرأى نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نتائجه أمس أن 74% من الفلسطينيين، و78% من الإسرائيليين، يؤيدون التوصل إلى اتفاق سلام يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأعرب 59% من الفلسطينيين، و66% من الإسرائيليين، عن رفضهم إقامة دولة ذات قوميتين يعيش فيها أبناء الشعبين معا، وفقا لما أظهره الاستطلاع الذى أجرته منظمة «صوت واحد» الداعية للسلام، على 1100 شخص من إسرائيل والأراضى الفلسطينينة. كما رفض 95% من الفلسطينيين، و56% من الإسرائيليين، تقسيم مدينة القدس. وبينما أعرب 53% من الفلسطينيين عن أملهم فى عودة اللاجئين إلى قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة وجزء صغير من الأراضى المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، رفض نحو 60% من الإسرائيليين حق العودة.