أكدت مصادر رسمية مصرية، أن اللقاء الذى استغرق ساعة واحدة أمس فى إسرائيل بين الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية، ووزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، عقد بمقر رئاسة الوزراء وأنه عقد عقب لقاء سليمان ونتنياهو، وأشارت المصادر إلى أن الوزير عمر سليمان أصر على عدم تصوير اللقاء تليفزيونيا وعدم مصافحة ليبرمان أمام الكاميرات على الرغم من إصرار نتنياهو، وقالت المصادر: إن التعليمات التى صدرت للسفير المصرى بتل أبيب والذى قام بترتيب الإجراءات للموعد كانت واضحة بأن سليمان لن يصافح ليبرمان أمام كاميرات التليفزيون. وأشارت المصادر إلى أن تعهدات كل من نتنياهو وليبرمان إلى سليمان شملت الإدلاء بتصريحات تؤكد حرص المسئولين الإسرائيليين على علاقات إيجابية مع القاهرة وتفيد بأن كل أعضاء الحكومة الإسرائيلية يعبرون عن احترامهم الكامل للقيادة المصرية. فى الوقت نفسه قالت المصادر نفسها إن سليمان أبلغ ليبرمان حرص مصر على تجاوز الخلافات شريطة أن يقدم ليبرمان الترضية المناسبة عن تصريحات سبق أن أدلى بها قبل دخوله الحكومة الإسرائيلية الحالية. وأضافت المصادر أنه فى حال صدور هذه الترضية فستكون مصر مستعدة لاستقبال ليبرمان. وقال مصدر مصرى مطلع على محادثات سليمان مع نتنياهو إن هناك تفاهما بين القاهرة وتل أبيب على أن يدلى نتنياهو خلال زيارته القادمة لمصر بتصريحات تعبر عن أن كل أعضاء الحكومة الإسرائيلية يقدرون شخص الرئيس المصرى وجهوده من أجل تحقيق علاقة مستقرة مع إسرائيل وحرصه على إقرار السلام فى المنطقة. وأضاف المصدر أن القاهرة سوف تطلع على البيان الذى سيدلى به نتنياهو فى القاهرة لتطمئن إلى أنه يقدم الترضية المناسبة. وكان الرئيس المصري حسنى مبارك قد حذر في وقت سابق من تدخلات قوى إقليمية تعادى السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية، وقال فى كلمته –الخميس- فى ذكرى تحرير سيناء أمام أبناء الجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية: لا نسمح بتدخلات قوى إقليمية تعادى السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية، وتسعى لبسط نفوذها وأجندتها على عالمنا العربى، تغذى الخلافات على الساحتين العربية والفلسطينية، وتدفع بعملائها إلى المنطقة لتهديد أمن مصر القومى، واستباحة حدودها وزعزعة استقرارها»، وذلك فى إشارة لا تخطئها عين إلى إيران وحلفائها على الرغم من أن الرئيس لم يذكر أى جهة بالاسم. وأضاف: إننا واعون تماما لمخططاتكم.. سنكشف تآمركم ونرد كيدكم فى نحوركم.. كفاكم تمسحا بالقضية الفلسطينية.. واحذروا غضب مصر وشعبها. ونبه الرئيس إلى أن السلام فى حاجة مستمرة إلى درع تحميه.. وقال: «قواتنا المسلحة هى هذه الدرع، وهى حصن الوطن وسيفه، سيظل الدفاع عن أرض مصر وأمنها القومى واجبها المقدس. ولفت الرئيس إلى ارتباط أمن مصر القومى بأمن واستقرار الشرق الأوسط، وأمن الخليج والبحر الأحمر، مؤكدا انحياز مصر لهويتها العربية. وشدد على أن قضية فلسطين ستبقى على رأس الأولويات العربية، وأن مصر ستواصل جهودها من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية والوفاق الوطنى، لاستعادة التأييد الدولى للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف: نرفض محاولات الترويج لأفكار تبادل الأراضى، ونقول لمروجيها: إن سيناء أرض مصرية، ولا مساس بشبر واحد من حدودها. وأدان الرئيس مبارك الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس، وقال: إن تلك الإجراءات لن تضفى الشرعية على الاحتلال، ولن تغير من حقيقة أن المستوطنات تقوم على أراضٍ فلسطينية محتلة. وحول لقائه المرتقب بالرئيس الأمريكى باراك أوباما قال: سأكون فى لقائى مع أوباما منفردا، وسنعمل بقدر استطاعتنا لشرح الوضع الحقيقى فى المنطقة للرئيس والإدارة الأمريكيةالجديدة وأضاف: سأقول لهم: إن بناء المستوطنات على الأرض الفلسطينية لن يؤدى لاستقرار أبدا، ولا يمكن لإسرائيل أن تعيش إلى مدى طويل بطريقة عدم التنازل وإعطاء الفلسطينيين حقهم، لأن ذلك سيجعل الصراع والمقاومة مستمرين إلى ما شاء الله..» سأشرح ذلك للرئيس الأمريكى ولرئيس الوزراء الإسرائيلى الذى سيزور مصر قريبا». وعن تداعيات الأزمة الاقتصادية وآثارها على مصر، قال الرئيس: لقد أكدت منذ بداية الأزمة أن هذه التداعيات آتية إلينا شئنا أم أبينا.. وإننى أتابع يوما بيوم تحرك الحكومة لاحتواء انعكاساتها على السياحة والصادرات، وإيرادات قناة السويس، وتحويلات العاملين المصرين بالخارج.. كما أننى أولى أهمية خاصة لمواجهة تداعياتها على مستويات التشغيل والعمالة وفرص العمل.. وعلى أبناء شعبنا من الفئات الأقل دخلا والأكثر احتياجا. وقال الرئيس مبارك: إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سيزور مصر فى مايو المقبل بمفرده ولن يصطحب معه وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان. وأجاب فى رده على سؤال لأحد ضباط الجيش الثانى الميدانى بعد الانتهاء من إلقاء كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء أن البعض يتحدث عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلى سيصطحب معه وزير الخارجية، وهذا لم يحدث من قبل فى عهد رؤساء الوزراء السابقين شيمون بيريز وإسحق رابين وإيهود باراك، جميعهم جاءوا بمفردهم مع مدير مكتب رئيس الوزراء فقط دون اصطحاب أى وزير. وفى إسرائيل، ذكرت صحيفة هاآرتس أن الوزير عمر سليمان وجه دعوة لوزير الخارجية أفيجدور ليبرمان لزيارة مصر. وقد أصدر سليمان وليبرمان بيانا مشتركا بعد الاجتماع أكدا فيه الاتفاق على مواصلة العمل معا وأنهما يعتبران العلاقات بين مصر وإسرائيل حيوية من أجل الحفاظ على السلام والأمن فى المنطقة. ووصف مكتب ليبرمان المحادثات مع عمر سليمان بأنها كانت ودية وأن ليبرمان أعرب خلال اللقاء عن تقديره الشخصى للرئيس مبارك والوزير سليمان.