اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن عرض بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي تجميد بناء المستوطنات اليهودية بالضفة المحتلة مقابل اعتراف فلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية، الذي رفضه الفلسطينيون، يهدف إلى إلقاء عبء فشل المفاوضات على الفلسطينيين والهروب من اللوم في حال تداعي المفاوضات أو موتها. وقالت الصحيفة، في تحليل لها اليوم، الثلاثاء، على موقعها على شبكة الإنترنت، إن العرض الذي تقدم به نتنياهو في كلمة ألقاها في افتتاح دورة الخريف البرلمانية أمس، الإثنين، يعتبر أحدث مناورة معقدة تعرض الحوار للخطر فيما يتعلق بنواياه، كما أنه يهدف إلى الإبقاء على المفاوضات ووضع شركائه في الائتلاف على المحك. وأشارت الصحيفة إلى أنه كجزء من مبادرات عديدة- أيدها اليمين الإسرائيلي وبدأت أول أمس "الأحد"- ساند نتنياهو إجراء يتطلب من المهاجرين غير اليهود أداء يمين الولاء لإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية قبل إمكانية أن يصبحوا مواطنين، فيما أيدت حكومته مشروع قرار يتطلب إجراء استفتاء وطني قبل إمكانية التخلي عن أي أرض في اتفاق سلام. ونقلت الصحيفة عن إسحاق هيرتزوج وزير الشئون الاجتماعية الإسرائيلي من حزب العمل قوله في حديث هاتفي: "إن الأيام القليلة الماضية أثارت نوعا من الإزعاج بالنسبة للمسار الذي يتجه إليه ذلك الأمر برمته.. وربما يكون كل ذلك استعدادا لخطوة سلام كبيرة، أو ربما يكون مناورة سياسية لاستعادة السيطرة على اليمين". كما أوضحت أن نتنياهو يواجه حاليا منافسة خاصة على اليمين من وزير خارجيته افيجدور ليبرلمان، الذي جعل أداء يمين ولاءً للعرب جزءا محوريا لاستمالته السياسية لمؤيدين يهود وقال إنه ليس ثمة سلام مع الفلسطينيين على مدى جيل على الأقل. وقالت: إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن تحديد إسرائيل كدولة يهودية يعنى الاعتراف أن اللاجئين الفلسطينيين لن يسمح لهم بالعودة إلى وطنهم فيما يعرف اليوم بإسرائيل، وهو تنازل ليسوا مستعدين لتقديمه مقدما ويثير أيضا شكوكا بشأن وضع العرب داخل إسرائيل. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه في الوقت الذي يمكن أن ترمى فيه خطوة نتنياهو إلى إرضاء جناح اليمين- أداء يمين الولاء بالنسبة للمواطنين الجدد قبل أي تنازل للفلسطينيين- يمكن أن تعقد الأمور وأن تطلب تعهد غير اليهود بالولاء لدولة يهودية، وطرح انسحاب من أراضٍ فلسطينية على استفتاء شعبي يمكن أن يدمر عملية السلامن وإن الخطوة الأولى ستثير توترات فيما ستضع الثانية قرارات موجعة وغير محبوبة محل اختبار شعبي. ونقلت الصحيفة عن افراييم انبار وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار ايلان قوله "يتعين علي نتنياهو تعزيز ائتلافه..أن ذلك- مثلما هو الحال مع أداء يمين الولاء- يسمح له بالقول: لا يهم ما الذي أتخلى عنه، يتعين على أن أذهب إلى استفتاء بعد ذلك". وأضافت: إنه تم ضم القدسالشرقية ومرتفعات الجولان على حد سواء رسميًّا من جانب إسرائيل عبر تصويت برلماني ومن ثم تعتبران بموجب القانون الإسرائيلي أرضا إسرائيلية وإن ذلك الأمر لا ينطبق على الضفة الغربية التي يريدها الفلسطينيون، كدولتهم المستقبلية والتي استوطنت فيها إسرائيل بأكثر من 300 ألف يهودي. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع مع ذلك أن تتشبث إسرائيل في أي اتفاق سلام ببعض الكتل الاستيطانية وتعهد للفلسطينيين بأجزاء من الأرض الخاصة بها مقابل، ذلك وأنه تحت تلك الظروف سوف يتطلب مشروع القرار محل الصدد أيضا على ما يبدو الموافقة على تبادل من هذا القبيل من خلال استفتاء.