وجود أمنى مكثف حول المجمعات.. وتشابك بالأيدى فى كفر الشيخوأسيوط والمنوفية.. وبرقيات للرئيس من البحر الأحمر لإقالة أمين التنظيم.. و«أميون» يفشلون فى اختيار المرشحين فى المنيا سيطرت حالة من الارتباك على أعمال المجمعات الانتخابية للحزب الوطنى فى غالبية محافظات مصر، مساء أمس الأول، بلغت حد وقوع اشتباكات بين أنصار المتقدمين لنيل عضوية الحزب فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، كان أبرزها فى كفر الشيخوأسيوط والمنوفية، فى ظل وجود أمنى مكثف فى دوائر بعينها «خشية تأثير التكتلات العائلية والقبلية على أجواء المجمعات». ففى محافظة كفر الشيخ، تطورت المشاحنات بين أنصار المرشحين إلى حد التشابك بالأيدى، مثلما حدث فى الدائرة الأولى بين أنصار النائب أشرف عبدالونيس، ومنافسة على مقعد الفئات أيمن الإتربى رئيس المجلس الشعبى المحلى، وتكرر المشهد فى الدائرة الثالثة نتيجة وجود أمين العضوية فى المحافظة إبراهيم سعد الدين داخل المجمع لتأييد شقيقه حسين سعد الدين ( بالمخالفة للتعليمات الحزبية القاضية بعدم مشاركة التنظيميين). وحاول عدد من المرشحين تصوير وجود أمين العضوية وإرسال صورته إلى أمين التنظيم أحمد عز. وتعرض مراسل «الشروق» للاعتداء من قبل أنصار إبراهيم سعد الدين وأحد ضباط أمن الدولة الذين كانوا موجودين بكثافة داخل المجمع، بسبب التقاطه صورة لأمين العضوية داخل المجمع. وشهدت أعمال المجمع الانتخابى بأسيوط وجودا أمنيا مكثفا لمنع التحرشات والمشاجرات بين أنصار المرشحين، وهو ما لم يحل دون وقوع مشاجرات فى دائرة البدارى وساحل سليم، نتيجة وجود خصومات ثأرية بين عدد من المرشحين. وألقت الشرطة القبض على عدد من شباب العائلات «حاولوا إحداث شغب أمام مقر المجمع الانتخابى». بينما شهدت دائرة الفتح مشادات بين الناخبين من جهة وأفراد الأمن والمنظمين من جهة أخرى عقب غلق الباب الرئيسى للمجمع، كما فرضت قوات الأمن كردونا امنيا حول مقر المجمع الانتخابى لدائرة صدفا والغنايم، والتى بلغ عدد من أدلوا بأصواتهم فيها 332 عضوا من إجمالى 413، وامتنع عن التصويت 91. وعلمت «الشروق» أن اللواء احمد جمال الدين، مدير أمن أسيوط يرافقه اللواء إبراهيم صابر مدير المباحث الجنائية، مرا على مقار المجمع الانتخابى بدوائر ديروط والقوصية ومنفلوط ومدينة أسيوط والبدارى، للوقوف على أبعاد الحالة الأمنية بينما غاب اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط عن الوجود بالمحافظة نتيجة الخلافات المتوترة بين المحافظ والحزب الوطنى بالمحافظة وكانت العشوائية هى السمة المسيطرة على المشهد فى محافظة المنيا، إذ توزعت أوراق التصويت بشكل غير واضح وبأسماء بدون صور أو تحديد للصفة (عمال أو فئات) ما أوقع عددا ممن لهم حق التصويت فى مشكلة نتيجة عدم إلمامهم بالقراءة والكتابة. ونتيجة لتسرب استمارات التصويت قبل بدء أعمال المجمع، أضطر أمين الحزب فى المحافظة الدكتور بهاء فكرى أمين إلى طباعة استمارات مغايرة، غير ملتزم بالترتيب الأبجدى، ما ضاعف من حالة الربكة. وخرج عدد من أعضاء المجمع مؤكدين فشلهم فى عملية التقييم بسبب سوء طباعة الاستمارة وعدم وضوحها. وشهدت بعض المجمعات نسبة غياب وصلت إلى 40% مثل مجمع مغاغة والذى بلغ عدد أصواته 340 عضوا حضر منهم 272 عضوا. وشكا عدد من المرشحين مما وصفوه ب«عمليات رشوة»، مؤكدين أن «معظم المرشحين سددوا ما يتراوح بين 50 و200 جنيه للصوت الواحد، وبرروا ذلك بأنها مصاريف انتقالات، ومنهم من دعا إلى عشاء عام عقب التصويت بدعوى مناقشة مشكلات الدائرة مثل أحمد سنوسى، مرشح دائرة بندر المنيا عمال، ومنهم من دعا إلى حفل إنشاد دينى دعا فيه أشهر المشايخ». وشهدت انتخابات المجمع الانتخابى بالسويس حضورا مكثفا من جانب أعضاء الحزب الذى تجاوز حضورهم 90%، ففى الدائرة الأولى حضر 240 عضوا من أصل 287، أما الدائرة الثانية فحضر أعمالها 312 عضوا من 480. وقال محمد زكريا، القيادى بأمانة تنظيم الحزب: «الحضور المكثف يظهر قناعة أعضاء الحزب بأن اختياراتهم هى التى ستحسم المرشحين فى انتخابات الشعب المقبلة». وكشف الوجود الأمنى عن القلق الذى ينتاب أجهزة الأمن من تصاعد المواجهة القبلية بين المرشحين. وخالف عدد من المرشحين فى محافظة أسوان تعليمات المجمع الانتخابى ووزعوا صورهم وبرامجهم الانتخابية أمام اللجان، وتسبب خروج أعضاء المجمع لأداء الصلاة فى حدوث أزمة مع التنظيميين لمنعهم من الدخول مرة أخرى، ما أدى لحدوث مشاجرة فى مقر قصر ثقافة كوم أمبو بين أحد الأعضاء والمسئولين التنظيميين عن المجمع، وتجاوز الإقبال فى مجمعات جنوبسيناء 490 عضوا من أصل 600. الإقبال فى محافظة البحر الأحمر وأرسل العشرات من أعضاء الحزب فى محافظة البحر الأحمر برقيات لرئيس الجمهورية وجميع قيادات الحزب بالقاهرة للمطالبة بتغيير الدكتور رضا النجار أمين التنظيم الأمين المساعد بالحزب، والذى اتهموه بالانحياز، وهو ما نفاه النجار. وأضطر أمين الحزب المستشار وحيد رحمى للخرج خارج اللجان وعقد لقاء مع الأعضاء المعترضين، وطالبهم بالهدوء، مؤكدا حيادية العملية الانتخابية، وساد الهدوء أعمال المجمع فى بور سعيد والتى لم تشهد أجواؤها الحزبية، ما يعكر صفو أعمال الاقتراع، وكذلك الحال فى دائرتى الوادى الجديد. وسادت حالة من الغضب بين أعضاء المجمع الانتخابى فى قنا والذى استمر حتى الساعة 12 من منتصف الليل، بسبب «سوء العملية التنظيمية»، بحسب عدد من أعضاء المجمع والذين قالوا إن الحزب الوطنى «تعامل معهم بطريقة مهينة». وأكدوا أن الأجهزة الأمنية «فرضت سياجا حول المجمع الانتخابى خوفا من وقوع اشتباكات بين أنصار المرشحين»، وقال مصدر فى الحزب ل«الشروق» إن المجمع الانتخابى «يشير إلى صعود النواب القدامى». أعد التقرير: محمد نصار ويونس درويش وماهر عبدالصبور وسيد نون وحمادة بعزق وحمادة الشوادفى وكمال الجزيرى ومحسن عشرى وعمرو بحر وعادل الشاعر وأميرة محمدين وحمادة عاشور