قاومت شركات بترول أوروبية كبرى، اليوم الجمعة، ضغوطا من الولاياتالمتحدة للكف عن العمل مع إيران، بالرغم من سعي واشنطن لعزل طهران بسبب برنامجها النووي، الذي يشتبه الغرب في أن هدفه صنع قنابل. وقالت توتال الفرنسية، إنها ما زالت تشتري الخام الإيراني لأن ذلك ليس محظورا بموجب عقوبات الأممالمتحدةالجديدة، في حين قالت شتات أويل النرويجية، إنها تمد إيران بالدعم الفني، بينما قالت إيني الايطالية، إنها لن تخرج من إيران إلا عند انتهاء الاتفاقات القائمة. وقالت الولاياتالمتحدة، أمس الخميس، إن الشركات الثلاث، بالإضافة إلى رويال داتش شل، ستترك أنشطتها الإيرانية طواعية لتفادي العقوبات الأمريكية، التي يمكن أن تستهدف الشركات الأجنبية التي تعمل مع الجمهورية الإسلامية. وأعلن جيمس شتاينبرج، نائب وزيرة الخارجية الأمريكية أمس الخميس، أن هذه الشركات "قدمت لنا تأكيدات" بأنها توقفت، أو في طور التوقف، عن العمل في إيران، وأنها لن تشارك في صفقات جديدة قد تخضع للعقوبات. وقالت مؤسسة آي. اتش. اس جلوبال انسايت الاستشارية، إن العقوبات المشددة على إيران في الأشهر الأخيرة زادت المخاطر أمام شركات النفط العالمية، و"عززت أيضا من الشعور بأن تدهور المناخ التشغيلي في إيران لا يمكن تغييره". وقال أولي هاينونين، كبير المفتشين السابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران تحقق تقدما "بطيئا لكنه ثابت" في برنامجها النووي، وإنه يعتقد أن ما زال هناك وقت للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع. وأشار هاينونين، الذي استقال من منصبه في أغسطس، ويحاضر حاليا في جامعة هارفارد، "إنهم يحققون تقدما، لكنني أعتقد أنه ما زال هناك وقت للتوصل إلى حل بالتفاوض". وفي خطوة من بين أهدافها تخفيف تأثر البلاد بالعقوبات، تعتزم إيران خفض الدعم الكبير للغذاء والوقود، وقال مسؤول حكومي، في طهران اليوم الجمعة، إن أسعار البنزين سترتفع بشكل حاد في الأسابيع القادمة. ويسعى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لإلغاء الدعم الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار تدريجيا، وهي خطوة يقول اقتصاديون، إنها ضرورية لكنها مجازفة من الناحية السياسية.