تمسك الفلسطينيون اليوم الثلاثاء بتهديدهم بالانسحاب من محادثات السلام مع إسرائيل إذا لم يتوقف البناء في المستوطنات وأعطوا مبعوث السلام الأمريكي في الشرق الأوسط فرصة أخيرة ليحاول إنقاذ المفاوضات. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لراديو أوروبا 1 إن الجانب الفلسطيني لا يريد بالطبع أن ينهي المفاوضات ويريد الاستمرار لكن إذا استمر الاستيطان فأنهم سيضطرون إلى إنهاء المحادثات. وأضاف عباس أنه سينتظر إلى ما بعد اجتماع بين الفلسطينيين ولجنة المتابعة العربية في الرابع من أكتوبر حتى تكون هناك فرصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليتخذ قرارا. ومن المقرر أن يصل جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأمريكي باراك اوباما للاجتماع مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في وقت لاحق من اليوم في تل ابيب. ومن المتوقع أن يجري محادثات مع نتنياهو وعباس خلال الأيام القادمة. وانتهت يوم الاثنين فترة تجميد البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربيةالمحتلة التي قررتها إسرائيل واستمرت عشرة أشهر بعد أن رفض نتنياهو نداءات من اوباما وزعماء أجانب آخرين لتمديد التجميد. و سيسبب انهيار عملية السلام التي أطلقت من البيت الأبيض منذ أربعة أسابيع فقط إحراجا سياسيا كبيرا للرئيس الأمريكي الذي يواجه حزبه الديمقراطي احتمال التعرض لخسائر في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجري في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني. وقال المفاوض الفلسطيني نبيل شعث إن الرئيس عباس يريد أن يستمع إلى ما سيقوله ميتشل وربما يعيد الإسرائيليون تقييم موقفهم ويرون ان العالم كله ضد مواصلة النشاط الاستيطاني. وقال شعث إنه في الحقيقة لا توجد مفاوضات في الوقت الراهن فيما يعكس تصريحات أدلى بها يوم الاثنين متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية. وقال شعث انه لن تكون هناك مفاوضات إلى أن توقف إسرائيل المستوطنات وان الجانب الفلسطيني يريد أن يعطي الإسرائيليين والأمريكيين بضعة أيام لحل القضية. وتحدث نتنياهو الذي حث المستوطنين على إظهار ضبط النفس عن احتمال تقييد مجال البناء الذي استؤنف في الضفة الغربية التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 والتي يريد الفلسطينيون أن تصبح جزءا من دولتهم في المستقبل. ووصف نتنياهو المطالب بتمديد التجميد المفروض على البناء الاستيطاني بأنها شروط مسبقة غير مقبولة لمحادثات السلام وأضاف أن قضية الاستيطان يتعين حسمها على مائدة التفاوض. ومنذ انتهاء التجميد الجزئي استؤنفت أعمال الإنشاءات في عدة مستوطنات لكن لا يوجد ما يشير الى أعمال بناء على نطاق واسع أثناء عطلة يهودية تستمر أسبوعا. ويخشى الفلسطينيون من ان المستوطنات ستحرمهم من أن تكون لهم دولة تملك مقومات البقاء.