ربما يكون الموسم الغنائى خلال الصيف القادم هو الأكثر سخونة، خلال السنوات العشر الأخيرة، التنافس بين النجوم الذين تطرح أعمالهم خلاله يأتى فى وقت تعانى فيه صناعة الأغنية من ركود حاد، بسبب القرصنة وبسبب الأزمة التى يعانى منها الاقتصاد العالمى. ما يقرب من مائة ألبوم غنائى سوف تطرح فى السوق خلال الأشهر الثلاثة القادمة، بعضها لنجوم الصف الأول، منهم مصطفى قمر، وعمرو دياب، وتامر حسنى، وشرين عبدالوهاب، وأنغام، وإليسا، وهيفاء وهبى، وروبى، وخالد سليم، وربما تلحق نانسى عجرم بنهايته. إلى جانب هذه الأسماء، هناك نوال الزغبى، وديانا حداد، ونجوى كرم، وهشام عباس، وجورج وسوف إلى جانب بعض الأسماء الخليجية، والأخرى التى لم ترتق إلى مستوى نجوم الصف الأول. هذا التراكم غير المسبوق للألبومات سببه الرئيسى «ترحيل» 90٪ من أغانى الموسم الشتوى الماضى إلى الصيف بسبب أحداث غزة التى بدأت مع بداية استعداد الشركات لإطلاق ألبومات الشتاء. وهو الأمر الذى تسبب فى خسائر كبيرة، لكن «ما باليد حيلة»، اضطر الجميع إلى اللحاق بالموسم الصيفى لعلهم يعوضون جزءا من خسائرهم لأن تعويضها بشكل كامل أمر غير وارد بسبب ما تواجهه الصناعة فى السنوات الأخيرة. الصراع خلال الصيف القادم لن يكون على حجم المبيعات لأن القرصنة انهت هذا النوع من المنافسة، حيث انتقلت إلى عدد ممن قاموا بتحميل كل ألبوم، لكن هناك صراعا سيظل قائما، وهو من يفرض إحدى أغانيه لكى تكون أغنية هذا الموسم لذلك فإن عمرو دياب عقب قرار تأجيل ألبومه من الشتاء إلى الصيف قام بفتح الألبوم وأضاف أغانى جديدة خاصة أن ما يصلح للشتاء لا يتناسب مع الصيف، فالشتاء تحمل أغانيه طابع الرومانسية أما أغانى الصيف فتحمل طابع الانطلاق، والرقص، والحيوية، أى يجب أن تكون صالحة للمصايف. لذلك لم يكن أمام عمرو سوى إعادة تسجيل مجموعة جديدة من الأغانى تعينه على المنافسة، خاصة أن هذا الموسم سوف يشهد أول مواجهة بينه وبين تامر حسنى الذى قرر طرح ألبومه مع بداية عرض فيلمه الجديد فى الأسواق، ومن المقرر أن يضم الألبوم بعض أغانى الفيلم، ومنها الأغنية التى أثارت جدلا كبيرا عند بداية عرضها على القنوات «خليها تكلك». عمرو لن يواجه شبح تامر حسنى فقط بل هناك أشباح أخرى، أبرزها إليسا التى استعدت جيدا أيضا للموسم الصيفى بمجموعة أغان تصلح لموسم الانطلاق، إليسا التى قررت مد تعاقدها مع روتانا تريد أن تقول لسالم الهندى، ولكل المسئولين عن الشركة أنها جديرة بهذا التعاقد، وأنها مازالت النجمة الأكثر مبيعا لدى الشركة حتى بعد أن منحت لعمرو الميوزك أورد الماضية. لذلك فالتنافس بين عمرو، وتامر، وإليسا لن يكون على مستوى السوق فقط لكن على مستوى الشركة، كل منهم يحاول أن يفرض نفسه ليكون الأبرز داخل روتانا، وسر السخونة أن أرقام البيع الحقيقية للثلاثى سوف تكون موجودة لدى المسئولين، وفى سجل واحد. فى الماضى، كان كل منهم فى شركة، وبالتالى كان يستطيع أن يقول ما يشاء عن حجم البيع لذلك فالأمر الآن مختلف تماما. أما شرين، فهى أيضا تريد أن تقول إنها موجودة، وتستطيع أن تفرض كلمتها خاصة أنها لم تصدر أى ألبوم بالمعنى الحقيقى منذ ثلاث سنوات، كان آخرها عبارة عن أغان قديمة أعيد توزيعها، ولم تنل أى شهرة ثم دخلت فى الحمل، والولادة. لذلك فهى الآن تحاول أن تصنع لنفسها مجدا داخل روتانا لكى تؤكد ذاتها بعيدا عن منتجها السابق نصر محروس الذى صنع كل أعمالها السابقة، ووضعها بين نجوم الصف الأول، شرين فى هذا العمل تريد أن تقول إنها صاحبة كل أفكار أعمالها السابقة وإن نصر كان مجرد منتج يمول فقط. أنغام وجودها داخل روتانا حتى الآن ينعكس عليه نوع من الهدوء، فهى ليست فى منافسة مع أحد، لكن كل ما تريد أن تصنعه هو فرض شخصيتها الغنائية الجديدة على المستمع بعيدا عن الأغنية الكلاسيكية التى اشتهرت بأدائها منذ ظهورها، لكن فى هذا الألبوم سوف تمسك العصا من المنتصف بعد أن وقع اختيارها على إحدى أغانى الموسيقار الكبير عمار الشريعى لكى تكون ضمن الألبوم. وعلى حسب كلام الشريعى أنها الأغنية الأغلى فى السنوات الأخيرة من حيث ما أنفق عليها، إلى جانب أغنية أخرى سجلتها مع أوركسترا براغ على حسب قولها بعنوان «مهزومة». ويأتى مصطفى قمر بعد غياب قرابة العامين عن الساحة بألبوم جديد فى كل شىء، حسب تعبيره، حيث أقام عسكرا مغلقا مع الموزع الموسيقى طارق مدكور حتى يخرج الألبوم بشكل مختلف عن الألوان الموسيقية الموجودة، ويعتبر قمر أن هذا الألبوم سوف يكون مرحلة انتقالية فى حياته، حيث يحتفل بمرور 15 عاما على ظهوره. لذلك فهو يرى أن هذا العمل يجب أن يتوج هذه الرحلة. الألبوم يضم أغانى من ألحانه إلى جانب ألحان محمد النادى ومحمد يحيى وكلمات أيمن بهجت قمر، وأمير طعيمة، ورضا زايد، وعوض بدوى. أما حكيم الذى انشغل خلال الفترة الأخيرة بمشكلاته مع سعد الصغير، فهو يعود للمنافسة من جديد من خلال مجموعة أغان إحداها مع مغنية إسبانية فى إطار سلسلة الدويتوهات التى يقدمها مع مغنين من الغرب، وهى الفكرة التى يحرص عليها حكيم منذ عدة سنوات، وهى كيفية وصوله للمستمع الغربى، لكنه حتى الآن لم يقدم ما يجعلنا أن نقول إنه نجح فى ذلك، خاصة أن كل الدويتوهات قدمت بشكل تقليدى، وغاب عنها الفكر الموسيقى الذى يجعل من الأغنية تحمل المواصفات العالمية. ويأتى هشام عباس، البعيد تماما عن الصورة منذ فترة ليست قصيرة، كأحد وجوه الصيف، واختار لألبومه الجديد عنوان «تاعب قلبى»، وهو الألبوم الذى انتهى من تسجيله منذ فترة، وتأجل أكثر من مرة إما بسبب مشكلاته مع عالم الفن أو بسبب ما تشهده سوق الغناء من أحداث. هشام سوف يجد مصاعب كثيرة فى مواجهة الألبومات التى سوف تطرح بالتزامن مع ألبومه، خاصة أن آخر ألبوماته لم يكن له رد فعل إيجابى. وجود هذا الكم من النجوم لا يمنع ظهور مغنٍ شاب يقلب أوضاع سوق الأغنية خلال الصيف، خاصة أن لغة الغناء قائمة منذ عرفناه على التغيير، وعدم التوقف عند إطار معين. فالمصادفة لها تأثير كبير على حركته، لذلك من الممكن أن تتحول كل هذه الألبومات التى صنعها نجوم الصف الأول إلى كم مهمل فى ظل عدم وجود مقاييس ثابتة.