حققت الدبلوماسية الاسرائيلية انتصارا هاما خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة لوكالة الطاقة الذرية، بتصديها بصعوبة لمشروع قرار عربي يستهدف منشئات إسرائيل النووية. وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أنه بعد أسبوع من المداولات، تم رفض الاقتراح المصري - بإدانة موقف إسرائيل النووي داعيا إياها للانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ووضع كافة مرافقها النووية تحت أعين المفتشين الدوليين - وذلك بأغلبية 5 أصوات، حيث صوتت 51 دولة مقابل 46، في حين امتنعت 23 دولة عن التصويت. ولم تكن الأمور واضحة حتى اللحظات الأخيرة، إذ لم يعرف أحد ما كان سيتم قبول الاقتراح أم لا، فقد تخوف المسئولون الإسرائيليون من أن الجامعة العربية ودول عدم الانحياز مجتمعين قد تعطي الموافقة بالأغلبية اللازمة لحسم القرار ضد إسرائيل، خاصة بعد أن لاحت في الأفق فرص قبول الاقتراح في الآونة الأخيرة، في أعقاب قرار المؤتمر الختامي لمعاهدة حظر الانتشار النووي في نيويورك؛ والذي دعا لعقد مؤتمر حول إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. و كانت الولاياتالمتحدة قد أيدت عقد المؤتمر، ما أثار قلق المسئولين الإسرائيليين من أن يعطي هذا التأييد الأمريكي للاقتراح المصري دفعة لمهاجمة إسرائيل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو الأمر الذي دفع إسرائيل إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية على نطاق أوسع - بمساعدة من الولاياتالمتحدة وبعض دول الغرب ودول عدم الانحياز وأخرى في أمريكا اللاتينية. وكان إيهود أوزولاي - سفير إسرائيل لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية- قد حذر في المداولات التي جرت في الجمعية العامة من أنه إذا تمت الموافقة على الاقتراح المصري فإنه "سيكون ضربة ناسفة لأي أمل للجهود المشتركة لتحقيق الأمن في إقليم الشرق الأوسط". من جانبها، طلبت واشنطن من الدول العربية عدم الاندفاع وراء قرارات غير ملزمة، قائلة إنها قد تخاطر بمؤتمر "شرق أوسط خال من الأسلحة النووية" المزمع عقده في 2012. وحاولت بعض الدول الممتنعة عن التصويت شرح موقفها، فمثلا قالت سنغافورة إن: "القرار لن يكون مفيدا في تلك اللحظة الحرجة من التاريخ"، واصفة إياه بالجدلي وغير المفيد والذي قد يعيق محادثات السلام الجارية في الشرق الأوسط". فيم قالت تايلاند إنها ترحب باستئناف محادثات السلام المباشرة بين فلسطين وإسرائيل، وصرح مندوبها أن "تايلاند ترحب بتلك التطورات الإيجابية المهيئة لمناخٍ مواتٍ للسلام، والتي من شأنها تسهيل عقد مؤتمر 2012 بمشاركة جميع دول الشرق الأوسط". وعن ردود الأفعال الغاضبة، اتهم علي أصغر سلطانية – سفير دولة إيران- إسرائيل وحلفائها بانتهاج "سياسة الكيل بمكيالين"، قائلا: إن ما فعلته الولاياتالمتحدة والدول الأخرى اليوم يعد - في الواقع- خرقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي. معتبرا أن التصويت بمثابة "نكسة لتك المعاهدة" وخرقا صارخا لسلامتها. ومن جانب آخر، اعترف جلين ديفيز- سفير الولاياتالمتحدة- أن الدول العربية قد ترى نتائج هذا التصويت على أنه هزيمة. ولكنه أعرب عن أمله في أن ترى الدول العربية تلك النتائج– بعد أن يهدأ الوضع- على أنها "مجرد بداية وليست النهاية، وأنه ليس هناك فائزون أو خاسرون"، مضيفا أن" التصويت يبعث الإشارة الإيجابية الصحيحة التي تسمح بالمضيّ قدما في عملية السلام".