قابلت الحكومة الإسرائيلية تصويت الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة بالرفض على أقتراح مصري عربي يدعو إلى إنضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الأنتشار النووي، وإخضاع مفاعلاتها النووي لرقابة المفتشين الدوليين، بأعتباره "انتصارًا دبلوماسيًا لها". ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، تصويت الوكالة بأغلبية ضئيلة ضد دعوة إسرائيل للأنضمام للمعاهدة بأنه " أنتصار" لتل أبيب على ما دعاه ب "التطرف والنفاق"، قائلا في تصريحات صحيفة "معاريف" العبرية إن الحديث يدور عن إنتصار هام لما أسماه ب "الموقف الأخلاقي". وأوضح ليبرمان أن وزارته شهدت الأيام الأخيرة جهودا جبارة ومكثفة لمنع الوكالة الدولية للطاقة من إصدار قرار بتوقيع إسرائيل على معاهدة حظر أنتشار السلاح النووي ، كاشفا عن قيامه بإجراء أتصالات ومحادثات مع عدد من وزراء الخارجية والمسئولين الأجانب لمنع اتخاذ القرار. وخلال إجتماع الجمعية العمومية لوكالة الطاقة الجمعة، أيدت 46 دولة القرار الذي رفضته 51 دولة وأمتنعت عن التصويت عليه 23 دولة في أجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم 151 دولة. وكانت حرب كلامية أندلعت بين مندوبي مصر وإسرائيل فى إجتماع الوكالة الدولية للطاقة الأخيرة بفينا، حيث هاجم المندوب الإسرائيلي شاؤول حوريب مصر لمطالبتها إسرائيل بالتوقيع على حظر إنتشار السلاح النووي في الوقت الذي ترفض فيه الإلتزام بنفس المبدأ فيما يتعلق بأفريقيا وإخلائها من السلاح الذري، وهو ما عقبت عليه البعثة المصرية بوصف تصريحاته بأنها تعبر عن "وقاحة إسرائيلية". وقادت الولاياتالمتحدة الدول الأعضاء للتصويت ضد القرار غير الملزم، بزعم أنه قد يعطل جهودًا أوسع نطاقًا لحظر مثل هذه الأسلحة في الشرق الأوسط، كما أنه يبعث برسالة سلبية إلى عملية السلام الفلسطينية "الإسرائيلية" التي استؤنفت مؤخرًا.
وقال جلين ديفيز المبعوث الأمريكي بالوكالة الدولية : "الفائز هنا هو عملية السلام.. الفائز هو فرصة التحرك قدما بمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط" بدوره، قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أنه كانت هناك محاولة لإتخاذ إجراء معاد لإسرائيل- في إشارة إلى مساعي مصر وعدد من الدول العربية لإصدار قرار من الوكالة بتفتيش مفاعلات إسرائيل الذرية- "لكن بفضل أصدقائنا تم إجهاض هذه المحاولة"، موجها شكره لهؤلاء "الأصدقاء". وفي إشارة إلى مشروع القرار العربي، أعتبر بيريز أن "هذه محاولة أخرى لإستغلال الحلبة الدولية وأتخاذ قرار معاد لتل أبيب لا أساس له لكن إسرائيل والاتحاد الأوروبي ودول صديقة أخرى قاموا بإجهاض هذه المحاولة ولهذا نتوجه بالشكر لهم"، مؤكدا أنه خلال فترة تواجده الحالية بالولاياتالمتحدة قام بعقد لقاءات مع عدد من القادة لإحباط مشروع القرار المقدم من الدول العربية.