تناولت صحف عربية صادرة صباح اليوم الأحد، عددا من الشئون المصرية كان في مقدمتها تدخل قوى إقليمية وعالمية في عملية نقل السلطة إلى جمال مبارك نجل الرئيس وتصريحات الحزب الوطني حول التوريث وسعادته بحراك المجتمع وغياب المشروع العربي بعد 40 عاما من رحيل جمال عبد الناصر، بجانب دعوة الزمر لانتخاب مرشحي تحالف الإخوان والمعارضة لمجلس الشعب والتوترات التي تشهدها سيناء بعد مهاجمة أبناءها مركزا للشرطة. الجمهورية الوراثية قال الكاتب الفلسطيني زهير أندراوس في مقال بصحيفة "القدس العربي" اللندنية، إن ثمة قوى إقليمية وعالمية تتدخل في عملية نقل السلطة بصورة سلسة من الوالد للابن، لتكريس مصطلح الجمهورية الوراثية. وقال أندراوس إن الغربيين لا ينبسون ببنت شفة في قضية التوريث المصرية، على الرغم من أنها تتناقض جوهريا ومبدئيا مع القيم الأساسية للديمقراطية، ولا حاجة لأن يكون الإنسان نبيا ليكتشف بأن الغرب المنافق والمراوغ يعمل كل ما في وسعه من أجل دعم ثقافة القمع لدى العديد من الأنظمة العربية. وأضاف أن أمريكا لا تُقدم الدعم والعون للأنظمة العربية الرسمية مجانا، وبالتالي فإن الدعم الذي يُقدم وسيُقدم لجمال مبارك للوصول إلى سدة الحكم مرهون ومشروط، بكلمات أخرى، وعليه فإنه يفتح الباب أمام عملية الابتزاز. وأكد الكاتب أن جمال مبارك لن يصل إلى السلطة من دون أن يكون قد قدم الالتزامات بتنفيذ السياسة الأمريكية وتطبيق أهدافها التكتيكية والإستراتيجية بحذافيرها، وباعتقادنا فإن الهدف الأهم لواشنطن وتل أبيب يكمن في مواصلة الحفاظ على مصر خارج دائرة المواجهة أو الممانعة. غياب مشروع ومن جانبها، أوردت صحيفة "البيان" الإماراتية مقالا للصحفي المصري جلال عارف، في ذكرى مرور 40 عاما على رحيل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، قائلا إن الملايين في مصر والعالم العربي معا يدركون الخسارة فادحة، حيث إننا محاصرون الآن بمشاكلنا الداخلية وبظروف إقليمية وباتفاقات ومعاهدات لم تحقق السلام. وأضاف عارف أنها أنتجت واقعا صعبا بتحدياته السياسية والاقتصادية وبالمؤامرات الأخطر على وحدتها الوطنية، والعالم العربي الذي كان يحلم بالوحدة والتقدم الذي يملك كل إمكانياتهما، أصبح يواجه كل المخاطر ويعاد رسم خريطته في غيابه من القوى الخارجية والإقليمية. وتابع الكاتب أن المشروع العربي للنهضة الذي كان عبد الناصر عنوانه البارز غاب عنا، فانفتحت أبواب التراجع والتجزئة وتقسيم الأوطان، وارتفعت أصوات تغني بعودة المستعمر أو تطلب الخلاص بالعودة للجاهلية، أو تتصور الحماية من الذين لا ينكرون أن العروبة هي عدوهم الأساسي. حصار بالمدرعات كما نقلت "الشرق الأوسط" عن شهود عيان من سكان قرية الجفافة في وسط سيناء إن مدرعات الشرطة تحاصرها القرية، منذ يوم الجمعة الماضي، بعد مهاجمة العشرات من أبنائها مركزا للشرطة وإضرام النيران في سيارة تابعة له. وقال أحد البدو إن ثمة توتر في القرية بسبب حصار مدرعات الشرطة، الجميع قلقون من أن يتم اعتقال بعض السكان، مما سيزيد من التوتر، ويؤدي لمزيد من التصعيد. وأضاف أن ما يحدث لا يعبر عن عداء للشرطة، وإنما هو رد فعل طبيعي لمحاولة ضابط منع إقامة صلاة الجمعة وإلقاء أحد شيوخ البدو الخطبة بأحد مساجد المنطقة والاستعانة بشيخ آخر يتبع وزارة الأوقاف. خيال سياسي بينما أبرزت صحيفة "الحياة" اللندنية، تصريحات مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، بأن أي حديث عن توريث للسلطة في مصر يعد ضربا من "الخيال السياسي والعبث"، معربا عن سعادته بالحراك الذي يشهده المجتمع المصري، شرط ألا يصل إلى درجة الإخلال بالأمن أو الاستقرار أو تشويه صورة المجتمع؟!. وقال شهاب خلال حديث تليفزيوني، إن الحزب الوطني الحاكم مشغول الآن في ترتيبات الانتخابات التشريعية، وعندما ينتهي منها ويأتي البرلمان سيأتي الوقت المناسب في منتصف العام المقبل، عندما يكون باقيا على انتخابات الرئاسة 5 أو 6 شهور، تبدأ الهيئات العليا تجتمع وتقول من يمثّل الحزب الوطني في انتخابات الرئاسة. دعوة الزمر أما صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية فاهتمت بدعوة القيادي الأبرز في تنظيم الجهاد الأصولي عبود الزمر، المسجون منذ 29 عاما في قضية اغتيال الرئيس السابق أنور السادات، المصريين إلى انتخاب مرشحي تحالف جماعة الإخوان المسلمين مع المعارضة في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، معتبرا أن تقليل نفوذ الحزب الوطني هو من الواجبات الشرعية في المرحلة. ونقلت الصحيفة عن زوجة الزمر أم الهيثم في بيان، أمس السبت، إن زوجها وإن رفض خوضها الانتخابات البرلمانية المقبلة لا يعترض على ترشيح المعارضة للنساء في الكوتة المخصصة للنساء في الانتخابات المقبلة. وأشارت أم الهيثم إلى أنها تحدثت مع زوجها حول أسباب رفضه ترشحها للانتخابات ونقلت عنه قوله، إن ترشح المرأة للانتخابات محل اجتهاد معاصر وهي قضية محل خلاف بين الفقهاء المعاصرين، وإن المسألة المختلف فيها بين العلماء يكون العمل بأحد الرأيين مشروعا ولا يصح إنكار فريق على الفريق الآخر.