مع عودة أكثر من مليون طفل إلى المدارس فى الأرض الفلسطينية المحتلة، يضطر العديد منهم لقطع مسافات طويلة ومحفوفة بالمخاطر للذهاب إلى مدارس ليست مجهزة كما ينبغى لاستقبالهم. فى القدسالشرقيةالمحتلة، هناك حاجة لأكثر من 1000 فصل جديد، مما يحرم الأطفال عمليا من التعليم. وفى غزة، مرت أكثر من سنة على «عملية الرصاص المصبوب»، التى اعتدى فيها جيش الاحتلال الإسرائيلى على القطاع فى ديسمبر 2008، ويناير 2009، ولم يتم بعد إصلاح 82% من الأضرار التى لحقت بالمدارس، مما يفاقم المعاناة، كون الغالبية العظمى من المدارس تعمل بنظام المناوبتين. وفى المنطقة ج، (المناطق الفلسطينية التى يسيطر عليها الاحتلال بالكامل، بموجب اتفاقية أوسلو) يواجه الطلبة العديد من العوائق، بما يشمل القيود على الوصول إلى مدارسهم، والاضطرار لسير مسافات طويلة مشيا على الأقدام، وتدنى مستوى الفصول بسبب نظام القيود على التراخيص. أكثر من عشرة آلاف طفل يبدأون الدراسة فى خيام أو كرفانات أو أكواخ فى مختلف أنحاء المنطقة ج، ويعانى ما لا يقل عن ثلث المدارس الحكومية فى هذه المناطق من تدنى مرافق المياه والصرف الصحى وعدم كفايتها، كما تعجز الفصول عن تلبية المعايير الأساسية للسلامة والنظافة، وحتى المدارس ذات المبانى الثابتة تواجه أزمة فى توافر إمدادات المياه للأطفال، وتفتقر بشكل كلى إلى مرافق الصرف الصحى الملائمة. ومن جانبها حذرت وزيرة التربية والتعليم العالى بالأراضى الفلسطينية لميس العلمى، ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ووكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من تراجع المعايير التعليمية للأطفال الفلسطينيين إلى مستوى غير مقبول، على الرغم من جهود السلطة الفلسطينية ودعم المجتمع الدولى. وقالت الوزيرة «على المجتمع الدولى أن يتخذ موقفا جماعيا وأن يدعم نظام التعليم، وخاصة فى المناطق الأكثر انكشافا مثل غزة والمنطقة ج». وأشارت جين جوف، ممثلة اليونيسيف فى الأرض الفلسطينية المحتلة، الى أنه «يجب أن يحصل الأطفال على القدرة للوصول الآمن وغير المقيد إلى التعليم، وعلى المدارس نفسها أن توفر بيئة لائقة ومناسبة للتعلم. إن لكل طفل الحق فى التعلم والنمو فى بيئة تحظى فيها صحتهم وسلامتهم بالأهمية القصوى».