أثارت مسألة الاستيطان والموقف من تجميد بناء المستوطنات، تباين مواقف وآراء الأحزاب الإسرائيلية من المفاوضات المباشرة التي عقدت في مدينة شرم الشيخ. فقد بدا واضحا أن هناك ترحيبا ببدء عملية المفاوضات، لكن ظلت مسألة المستوطنات قضية ربما يتم توظيفها من قبل عدة تيارات لخدمة أهداف سياسية داخلية. سيلفان شالوم.. تيار معارض من داخل الليكود أعلن سيلفان شالوم، نائب رئيس الوزراء وعضو حزب الليكود في الكنيست الإسرائيلي، معارضته الشديدة لاستمرار تجميد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وذلك عشية المفاوضات المباشرة، مؤكدا أن إسرائيل "لديها الحق في بناء المستوطنات في أي مكان". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس الاثنين، أن شالوم قال إنه ينبغي على إسرائيل ألا تذعن لمطالب محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وألا تستمر في تجميد بناء المستوطنات، وأن تدافع عن أراضيها بقوة. في المقابل خرج اليمين الإسرائيلي المتطرف بحملة ضد اقتراح بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بالعودة إلى سياسة رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، حول البناء الاستيطاني بتركيز البناء داخل المستوطنات الكبرى. وقال آرييه الداد، عضو الكنيست من كتلة "الاتحاد الوطني": إن "نيتانياهو أسوأ من سلفه في إشارة إلى أولمرت، وقد ذر الرماد في عيون جمهور المواطنين"، وأضاف: "من واجب المعارضة أن تطالب نيتانياهو بأن يتقيد بالتزامه الصريح باستئناف أعمال البناء في المستوطنات بعد انتهاء فترة التجميد أو الاعتراف بأنه كذب على الجمهور قبل تسعة أشهر". خطوه تاريخية قال أفيشاي برافرمان، وزير شؤون ما يسمى ب"الأقليات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي وعضو حزب العمل": إن هذه المبادرة تاريخية داعيا إلى الاستفادة من المبادرة العربية، وطالب بنيامين نيتانياهو بأن يتحلى بالشجاعة ويتحرر من القيود الأيديولوجية القديمة، و"يسعى لإنجاح مفاوضات التسوية مع الرئيس الفلسطيني". من جانبه، صرح إيلي يشاي، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس حزب شاس، بأن إسرائيل ترغب في تحقيق السلام، وأن بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء، على استعداد لدفع ثمن في سبيل هذه الغاية، مضيفا أن نيتانياهو لن يتوانى عن قطع شوط كبير من أجل السلام، غير أن الفلسطينيين يبحثون عن ذرائع وحجج للتملص من استحقاقات السلام، بحسب قوله. وحول مسألة البناء في المستوطنات أعرب يشاي عن أمله في أن تتفهم الإدارة الأمريكية الاحتياجات الأساسية لسكان المستوطنات. وفى هذا الإطار أكدت تسيبنى ليفني، رئيسة حزب كاديما، أن الحزب برئاستها سيدعم القرارات الحاسمة المنتظر اتخاذها أثناء المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين. الأهداف السياسية.. سبب تباين المواقف يرى عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن اتفاق حزب شاس الديني على مطالب نيتناهو بوقف الاستيطان ترجع إلى كونه مشاركا في الحكومة وموافقا على تجميد الاستيطان، وأنه يعتقد في المبدأ الديني أن حياة اليهودي مقدمة على الأرض، هذا فضلاً عن أن معظم مطالب هذا الحزب تتمثل في توفير الدعم المادي للمدارس الدينية اليهودية، وربما لو توقف الدعم المادي للمدارس الدينية سوف تظهر معارضه شاس للمفاوضات". وفيما يتعلق بموقف سيلفان شالوم المعارض للاستمرار في تجميد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ومعارضته لموقف نياتياهو في المفاوضات الحالية، أشار جاد إلى وجود موقف شخصي وسياسي يتحكم في هذ الموقف، حيث يعتبر شالوم خصما سياسيا لرئيس الوزراء الحالي، خاصة بعد أن أطاح به الأخير من انتخابات رئاسة الحزب.