فى الوقت الذى يحتفل فيه قسم النشر بالجامعة الأمريكية على مدى هذا العام بمرور 50 سنة على تأسيسه فى مصر، يمر بأحداث موازية «غير احتفالية» والسبب فيها الاتهامات الموجهة له بانتهاكها حقوق مؤلفيها الفكرية. بداية هذه الاتهامات فجّرها الأديب الكبير بهاء طاهر الذى عهد قسم النشر بالجامعة الأمريكية على نشر أعماله مترجمة إلى الإنجليزية منذ سنوات، ولكن طاهر قرر أن تكون له وقفة مع هذه الجهة الناشرة بعد أن اكتشف أن دار نشر بريطانية أعادت نشر «قالت ضحى» و«حب فى المنفى» باتفاق مع قسم النشر ودون الرجوع له كمؤلف، الأمر الذى صعّده بهاء طاهر ووجّه أصابع الاتهام للعقد الذى يربط المؤلف بالقسم الذى أكد محامى طاهر أنه يخلو من أى بند ينص على ضرورة أخذ رأى المؤلف فى حالة بيعه لطرف ثالث، فضلا عن أنه غير محدد المدة، وتطور الأمر حتى قدم طاهر مذكرة إلى الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، لطلب الرأى القانونى للاتحاد باعتباره الجهة المعنية لبحث هذا النزاع بين المؤلف وقسم النشر بالجامعة الأمريكية حول مدى قانونية العقود التى تبرمها الجامعة الأمريكية مع المؤلفين المصريين مقابل ترجمة أعمالهم ونشرها باللغة الإنجليزية، وتحولت شكوى طاهر إلى لجنة حماية الحقوق الملكية الفكرية بالاتحاد للبت فيها. بحديث «الشروق» إلى مارك لينز مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكية أظهر بالغ اندهاشه من الضجة التى أثارها الأديب بهاء طاهر، وقال إن كل ما طرحه غير صحيح على الإطلاق، وأضاف أن طاهر سبق وأظهر انتقاداته بسبب عدم رضاه عن الترجمة التى خرجت بها أعماله رغم والحديث للينز أن قسم النشر كان يرسل له الفصول الأولى من ترجمة أعماله وكان يبدى رضاه عنها ويطلب أن نستمر دون إرسال كل جزء تتم ترجمته، ولفت مدير قسم النشر أنه غير صحيح أن الجامعة تقوم بترويج الأعمال لترجمتها للغات أخرى دون علم مؤلفيها، ونفى أن تكون الجامعة تتفق على إعادة نشر دور نشر أخرى للأعمال الأدبية دون الرجوع إلى المؤلف، وقال إنه بعد هذه الضجة التى أثيرت ضدهم فإن قسم النشر بصدد الرد بشكل رسمى على هذه الاتهامات بعد أن يحسم محامى القسم هذا الجدل ليكون الرد بشكل قانونى وسيتم ترويجه إعلاميا، وكذلك كان تعليق نبيلة عقل، مسئولة الإعلام بقسم النشر بالجامعة الأمريكية التى لفتت إلى أنه لا يجوز التصريح فى أمر لا يزال فى يد لجنة قانونية، كما توجد خطابات متبادلة بين محامى قسم النشر بالجامعة الأمريكية، ومحامى الكاتب بهاء طاهر بخصوص هذا الخلاف. تجدر الإشارة إلى أن اتحاد الناشرين المصريين كان قد أرسل خطابا للأديب بهاء طاهر برئاسة الدكتور خالد العامرى، رئيس لجنة حقوق الملكية الفكرية باتحاد الناشرين المصريين، جاء فيه أنه تبين خلال اجتماعات اللجنة لإبداء الرأى فى العقدين الموقعين بينه وبين قسم النشر بالجامعة الأمريكية أن العقدين يعملان وفقًا للنظام الأمريكى فى التعامل مع الملكية الفكرية، وهو نظام يقوم بالحفاظ على حق الناشر فقط ولا يعترف للمؤلف بحقوقه الأدبية ويجيز التنازل عنها للناشر، وأوضح الرد أن العقدين أبرم أحدهما عام 2000 والثانى 2008، روايتا «قالت ضحى» و«حب فى المنفى»، وكلاهما مخالف للقانون المصرى رقم 354 لسنة 1954 الذى حل محله القانون رقم 82 لسنة 2002، والذى يعتد بحق المؤلف بما يعد هدما للعقدين.