على الرغم من مرور 6 سنوات على أزمة وفاء قسطنطين، زوجة كاهن أبوالمطامير التى أعلنت عن رغبتها فى إشهار إسلامها بسبب خلافاتها الزوجية، ثم عادت وأكدت تمسكها بالمسيحية، فإن الملف ليس مفتوحا الآن فقط بل أضيفت إليه أزمة زوجة كاهن آخر، هى كاميليا شحاتة، زوجة كاهن دير مواس التى غادرت منزل الزوجية ثم سلمتها الدولة للكنيسة، وفى ظل تحفظ الكنيسة على السيدتين ورفضها طلبات الصحفيين بلقائها تبقى الأزمة مشتعلة ما يؤدى إلى رواج الشائعات. بسبب حالة الغموض هذه ذهب البعض ومنهم المفكر الإسلامى الدكتور زغلول النجار إلى اتهام الكنيسة بقتل وفاء قسطنطين، ودعا آخرون إلى التظاهر ضد البابا، كما تقدم 14 محاميا من بينهم ممدوح إسماعيل محامى الجماعات الإسلامية ببلاغ للنائب العام يتهم الكنيسة باختطاف سيدات اعتنقن الإسلام. لكن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رمى الكرة فى ملعب الصحفيين واتهم بعضهم بالسعى وراء الإثارة وطالبهم فى حواره مع جريدة «نداء الوطن» بتحرى الدقة وعدم الاعتماد على الشائعات، فى حين يشكو الصحفيون الذين يقومون بمتابعة الملف القبطى من عدم تعاون الكنيسة معهم وإمدادهم بالمعلومات التى تعينهم على تحرى الدقة كما طالبهم البابا. الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، أكد ما قاله البابا وقال ل«الشروق»: «أحيانا يكون بعض الصحفيين مملا والبعض الآخر يهاجم، الصحفى الذى يتمتع بأسلوب راقٍ وسمعة طيبة فى الحوار لاشك فى أننا نتجاوب معه»، مضيفا «هناك مشاكل عامة نعلن عنها مثل بناء الكنائس وقانون الأحوال الشخصية وهناك أشياء لا نحب الإعلان عنها لأنها أمور خاصة، وهناك أمور تتسم بالسرية لا يليق أن نعلن عنها»، وتابع «نحن نتعامل مع الإعلام ولكن الإعلام الجيد». كان الأنبا مرقس، يعرفه البعض على أنه المتحدث باسم الكنيسة إلى أن أعلن البابا أنه لا يوجد متحدث رسمى غيره باسم الكنيسة، وفى ظل صعوبة الوصول إلى البابا وعدم وجود مسئول إعلامى بالمؤسسة الكنسية فالأمر يزاد صعوبة. وحول سبب تصريح البابا بأنه المتحدث الرسمى الوحيد للكنيسة قال «أنا لا أحضر كل الاجتماعات مع البابا، والمتحدث الرسمى يجب أن يحيط بكل شىء ويأخذ المعلومات من مصدرها، ويعرف كل خبايا الأمور ويكون قريبا من قداسة البابا، ويأخذ الكلمات من فمه لأن البابا له أسلوبه الخاص، وأنا، بحكم موقعى لا يتاح لى الوجود باستمرار فى لقاءات البابا». قال كمال زاخر منسق تيار العلمانيين الأقباط «هذه إحدى علامات الأزمة وهى اختزال المؤسسة فى شخص واحد، وهذا لا علاقة له بقيمة الشخص وإنما بنسق الإدارة»، وأضاف: «لم تستقر الكنيسة حتى الآن على شكل محدد للإعلام عن أنشطتها، وتترك الأمر لهواة وليس لمحترفين، وهذا أمر فى منتهى الخطورة لأنه يؤدى إلى تضارب فى التصريحات، وبلبلة ومزيد من المشكلات». وقال الصحفى والباحث سامح فوزى إن المتحدث الرسمى بحكم التعريف هو شخص يسهل الوصول إليه، لكن البابا «متحدث لا يتحدث إلا قليلا، ويصعب الوصول إليه» مشيرا إلى أن هناك علاقة غير مفهومة بين البابا وعدد قليل من الصحفيين الذين يستطيعون الوصول إليه والحديث معه فى أى وقت، فى حين لا يجد فيه بقية الإعلامين من يتحدثون معه. وحول قضية وفاء قسطنطين قال الأنبا مرقس إنها «موجودة وزى الفل» وردا على المطالب بالسماح للإعلام بالحديث معها قال: «لن نمشى وراء الإعلام فى كل ما يطلب، فاليوم يطلبون رؤية وفاء، وغدا يطلبون معرفة أشياء لا تخص إلا أصحابها» مضيفا: «هذه أشياء تتعلق بأفراد ونحن نحافظ على كرامتهم وعلى السرية»، لكن أسقف شبرا الخيمة أكد أنه فى حالة استدعاء النائب العام لوفاء قسطنطين أو كاميليا شحاتة «فبالتأكيد سنسمح لهم». فى حين أرجع القمص فيلوباتير جميل، راعى كنيسة العذراء ومار يوحنا بفيصل «قد يكون السبب فى عدم ظهور وفاء قسطنطين عدم رغبتها فى الحديث»، مؤكدا أنه لا يوجد ما يبرر ظهورها بعد أن أعلنت أمام النيابة أنها مسيحية وولدت مسيحية وستموت مسيحية، وانتهت القصة عند هذا الحد. وبرر القس فيلوباتير عدم الشفافية من قبل الكنيسة فى اتخاذ بعض القرارات بالقول إن بعض المشاكل تدرج تحت بند سر التوبة والاعتراف، حيث يعترف شعب الكنيسة للكاهن بخطاياه ومن ثم فلا يستطيع رجال الكنيسة الحديث عن هذه المشاكل بشكل علنى.