تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الاثنين، بالوفاء بوعده بإنهاء العمليات القتالية للقوات الأمريكية في العراق نهاية أغسطس الحالي رغم المأزق السياسي الخطير في بغداد وتصاعد عنف المتشددين الشهر الماضي. ووسط الجهود المضنية التي يبذلها مع تراجع التأييد للحرب في أفغانستان، سعى أوباما -في خطاب ألقاه أمام مجموعة من قدامي المحاربين المعاقين في أتلانتا- لإبراز التقدم الذي تحقق في تقليص الدور الأمريكي في الحرب التي لا تحظى بشعبية في العراق. وقال أوباما: "بعد أن توليت المنصب بقليل أعلنت عن إستراتيجيتنا الجديدة في العراق، والانتقال إلى مسؤولية عراقية كاملة.. وأوضحت أنه بحلول 31 أغسطس 2010 ستنتهي المهمة القتالية الأمريكية في العراق. وهذا تماما ما نفعله كما وعدت ووفقا للجدول الزمني". ويعتزم الجيش الأمريكي خفض القوات في العراق إلى 50 ألف رجل نهاية الشهر الحالي، حيث ستقوم الولاياتالمتحدة رسميا بدور استشاري أكثر، وتساهم في تدريب قوات الأمن العراقية. وجاء خطاب أوباما وسط توترات وحالة من عدم اليقين في العراق بشأن فشل الأحزاب الرئيسية في الاتفاق على حكومة جديدة بعد خمسة أشهر من انتخابات برلمانية غير حاسمة. باكستان وجهت ضربات كبيرة للقاعدة ومن جهة أخرى قال أوباما إن البعثة الأمريكية في أفغانستان تحرز تقدما. وشدد على أن باكستان تساهم هي الأخرى في التقدم. ويأتي هذا التصريح في ظل تسرب وثائق في الآونة الأخيرة بشأن مدى التزام إسلام أباد، حيث ألقت تقارير عسكرية أمريكية، سربتها جماعة ويكيليكس الشهر الماضي، بظلال من الشك على الثقة العسكرية الأمريكية في دور باكستان في أفغانستان، وهو ما أثار التساؤلات مع دخول الحرب عامها التاسع، ومع زيادة أوباما لعدد الجنود هناك. وأحيت بعض من آلاف الوثائق المسربة شكوكا قديمة بشأن وجود ارتباط بين المخابرات الباكستانية وطالبان التي تثير القلاقل للأفغان وتقوض الجهود الأمريكية في الحرب. وقرر الرئيس الأمريكي إرسال الآلاف من الجنود الإضافيين إلى أفغانستان لمواجهة تنامي نشاط طالبان، ولمنعها من توفير الملجأ لأعداء الولاياتالمتحدة. وقال أوباما: "إذا شهدت أفغانستان تمردا أوسع نطاقا، فإن القاعدة والإرهابيين المرتبطين بها سيجدون مساحة أكبر للتخطيط لهجومهم التالي. لن أدع ذلك يحدث".