كشف دبلوماسى عربى ل«الشروق» عن تحرك يقوده الأمين العام لجامعة العربية عمرو موسى، يحظى بدعم عربى، لطرح موضوع القدرات النووية الإسرائيلية على اجتماع محافظى الوكالة الدولية للطاقة، الذرية عقده نهاية الشهر الجارى، تمهيدا لعرض نفس الموضوع على المؤتمر العام للوكالة فى اجتماعها الرابع والخمسين فى سبتمبر المقبل. المصدر، الذى طلب عدم الكشف عن هويته، أوضح أن تحرك موسى سيبدأ اليوم الجمعة خلال زيارته لفيينا بعقد لقاءات مع مجلس السفراء العرب، ثم مع المجموعات الجغرافية الدولية والإقليمية، فى مسعى لتغيير مواقفها لصالح الجانب العربى فى مؤتمر الوكالة، للحفاظ على المكاسب التى حققتها المجموعة العربية بشأن قرار إخضاع القدرات النووية الإسرائيلية لنظام الضمانات الشامل للوكالة، بعد 18 عاما من الإخفاق العربى فى طرح هذا الموضوع على أجندة الوكالة. واعتبر أن الحفاظ على هذا القرار على أجندة المؤتمر يقلق إسرائيل، ويضع مسئوليات على المدير العام للوكالة الدولية بتقديم تقرير إلى المشاركين فى المؤتمر حول الإجراءات، التى قام بها لتنفيذ القرار، بجانب إعداده الوثائق المرجعية الخاصة بمؤتمر إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية فى عام 2012. من جهته، قال دبلوماسى عربى فى العاصمة النمساوية فى اتصال مع «الشروق» إن هناك قلقا لدى المجموعة العربية فى فيينا بعد الاتصالات، التى أجراها السفراء العرب مع نظرائهم من الدول، التى امتنعت عن التصويت أو رفضت دعم القرار العربى فى مؤتمر الوكالة فى دورته الماضية، من عدم نجاحها فى تغيير مواقف تلك الدول فى المؤتمر المقبل، بالرغم من العلاقات الجيدة، التى تربط هذه الدول بالدول العربية. وكشف المصدر أن من بين الدول التى امتنعت عن التصويت، عددا من دول أمريكا اللاتينية والكاريبى، ومنها أوروجواى والإكوادور وكولومبيا والمكسيك وتشيلى، ومن الدول الأفريقية أوغندا. وأوضح أن لقاءات المجموعة العربية مع سفيرة فرنسا فى فيينا لم تحدث أى تغيير فى موقف باريس، التى ترى أن تأييدها للقرار العربى يعتبر تسييسا لعمل الوكالة، التى تتميز بطابعها الفنى، وأبدت شكوكها فى مقدرة المدير العام للوكالة على تنفيذ قرار الدورة الماضية بإخضاع القردات النووية الإسرائيلية لنظام الضمانات الشامل؛ لأن الموضوع ذا طبيعة سياسية لا تدخل فى إطار مسئوليات الوكالة، وإنما من اختصاص مؤتمر المراجعة، على حد قوله. فيما ترى بريطانيا أن عرض النووى الإسرائيلى على مجلس المحافظين يمثل مضيعة للوقت، ويعرض مصداقية الوكالة للخطر، بحسب المصدر، كما تمسكت الولاياتالمتحدة برفضها لأى مواجهة فى المؤتمر مع إسرائيل، وطالب سفيرها الدول العربية باستمرار التشاور، مشددا على أنه لا يمكن إحراز تقدم فى مسألة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية دون إحلال السلام فى المنطقة. وعلمت «الشروق» أن إسبانيا، بصفتها الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى، فاجأت العرب بموقفها السلبى مقارنة بمواقفها السابقة المؤيدة للطرح العربى، وتردد مدريد أن هذا هو رأى دول الاتحاد، وأنها تنفذ توجهات تلك الدول. وأبدى المصدر استغرابه من الموقف التركى فى المؤتمر العام للوكالة، حيث امتنعت عن التصويت على طرح القدرات النووية الإسرائيلية على مؤتمر الوكالة، نظرا للعلاقات التى تربط إسرائيل بتركيا، معربا عن أمله فى تغيير الموقف التركى لصالح العرب خلال المؤتمر المقبل، خاصة بعد هجوم إسرائيل الدامى على السفينة التركية مرمرة، التى كانت تقود أسطول الحرية لغزة فى مايو الماضى. وألمحت المصادر إلى جهود مجلس السفراء العرب فى فيينا مع الدول المعارضة والممتنعة عن دعم الطرح العربى ضد القدرات النووية الإسرائيلية لم تفلح فى حسم الموضوع لصالح، مما دعا موسى إلى طلب رفع مستوى التمثيل فى الاجتماعات، التى سيجريها فى التمسا لتشمل رؤساء المجموعات الجغرافية الدولية والإقليمية، كمجموعة عدم الانحياز، والاتحاد الأوروبى ودول مجلس الأمن.