على أنغام «شجع بعلمك»، الأغنية الرسمية لكأس العالم بصوت المطرب الصومالى كنان، كان يرقص لاجئون من الصومال يرفعون العلم، ويشاركون زملاء «اللجوء» من العراق والسودان وإريتريا الحدث، الذى استضافته مدرسة الفرير بالظاهر، أمس الأول، من العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء.. يوم اللاجئ العالمى تنظمه المفوضية السامية لشئون اللاجئين بالقاهرة، التى تقدر عدد اللاجئين الأفارشقة والعراقيين فى مصر بنحو 39 ألف لاجئ.«أنا بحب الأغنية دى أوى»، تبتسم الطفلة أمنية الصومالية صاحبة الثمانى سنوات بضفائر شعرها الغزيرة، وهى تجرى تجاه حلقة الرقص على المسرح. شاركت أمنية جمهور اللاجئين العراقيين، السودانيين، والصوماليين فى الرقص على أغنية «شجع بعلمك»، أمنية لا تعرف اسم الأغنية، ولا المطرب الذى يحمل نفس أصول الفتاة السمراء.المطرب كنان نفسه كان لاجئا صوماليا عاش فى أمريكا، وحصل عل إعادة توطين فى كندا. كان عمره 14 عاما عندما خرج من مقديشو بسبب الحرب الأهلية التى اجتاحت الصومال عام 1991. «سلبوا منزلى ولكن لن يسلبوا مستقبلى»، عبارة بالإنجليزية مدونة على التى شيرت الذى ترتديه أمنية، ويصل حتى ركبتيها، «علشان ما فيش مقاسى». وقفت أمنية أمام السيدة السودانية سمية، لترسم لها قلبا بالحناء السوداء على كتفها، مقابل خمسة جنيهات. أمنية تشاهد البضاعة المعروضة على جانب الفناء، تعرض السيدات اللاجئات منتجات يدوية تعبر عن تراث أوطانهم.مساحة الفناء الشاسعة تم استغلالها فى وضع ألعاب للأطفال، منها طفطف صغير يتوسط الفناء يسير على قضبان، وهناك «شد الحبل، وفقرة الأراجوز، ورمى العلب بالكرة، أمنية تذهب لوالدتها التى تجلس أسفل الخيمة لتشاهد العروض المسرحية التى شملت عروضا فنية راقصة من تراث كل دولة. «ماما عايزة كوبون علشان الزحلقة»، كل طفل حصل على كوبونات للعب مع التى شيرت والكاب. «أنا عمرى ما شفت بيتنا فى الصومال»، أمنية تعرف أن الحرب سبب وجودها فى مصر، «ماما قالت لى بيتنا اتكسر، وهربنا على مصر». تمر أمنية أمام طاولة يعرض عليها الزايو السودانى حقائب ملونة، تعجب بلون الحقيبة البرتقالى، ولكنها تخشى أن تسأل والدتها عن ثمنها، «ماما أكيد ها تقولى ما فيش فلوس»، على الرغم من أن سعر الحقيبة ثلاثون جنيها، ولكن أمنية التى تتقن اللهجة المصرية واثقة من رفض والدتها «ها تقول لى دى حاجات هايفة». وصل الزايو مصر عام 1985، من أجل منحة دراسية فى كلية الزراعة، «حلمت أرجع بلدى أطبق اللى درسته»، ولكن الحرب منعته من العودة إلى جوبا مدينته التى تقع جنوب السودان. «أنا لو شفت أخواتى الصغيرين مش ها عرف شكلهم»، عائلة الزايو انتقلت إلى مخيمات فى أوغندا وهو لم يرهم منذ ترك السودان. ويحلم الآن بالعودة إلى وطنه، أو التهجير إلى أى دولة أوروبية وإعادة توطينه، مثل أخويه اللذين حصلا على الجنسية الكندية، «المفوضية اعتبرت أنى دخلت مصر قبل الحرب»، على عكس أخويه اللذين درسا فى مصر أيضا ولكن وصلا قبل الحرب بأشهر قليلة. يعيش الزايو الآن بمبلغ بسيط يتقاضاه من عمله فى المنتجات اليدوية، لدى الكنيسة الأسقفية بالزمالك، ولكن كل أمواله تذهب على إيجار السكن، وبعد أن تجاوز عمره 48 عاما، لم يعد يحلم بالزواج «أجيب المهر منين». تسأل أمنية السودانى الزايو، «هو عيد ميلاد اللاجئين امتى؟»، فهى لا تعلم أنه يوم 20 يوليو، ولكنها تنتظر أن تحصل على مبلغ الحقيبة من والدتها فى هذا اليوم.