ينزع صائب شارة كابتن الفريق ويعطيها لحسام حسن ليقود منتخب فلسطين أمام منتخب «نجوم العرب» فى الشوط الثانى. مباراة ودية أقيمت على استاد القاهرة وانتهت بفوز نجوم العرب بثلاثة أهداف مقابل هدفين. كان ذلك قبل 8 سنوات، اليوم يقف صائب جندية وسط ملعب نادى غزة الصغير يتدرب قليلا فى محاولة للحفاظ على لياقته البدنية فى ظل غيابه سنوات عن الملاعب الرسمية. «أتمنى أنهى حياتى الكروية فى الملعب، أعتزل بقرارى مش فجأة بأمر الاحتلال»، يقول كابتن منتخب فلسطين. الليبرو لعب مع المنتخب منذ مباراته الأولى فى أريحا عام 1997 ثم حمل شارة القيادة قبل 11 عاما إلى أن بدأ حصار غزة بقليل، ورغم أنه بلغ 35 عاما لا يفكر فى الاعتزال. «زى وائل جمعة وأحمد حسن وأبوتريكة»، الذين لعب أمامهم عندما كان الأول فى غزل المحلة والثانى فى الترسانة والثالث فى الإسماعيلى. الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم «صار كام مرة يطلب لى تصريحا، لكن إسرائيل ترفض». فاللاعب الفلسطينى يحتاج إلى موافقة إسرائيلية للانتقال للضفة الغربية، كما فعل 9 آخرون من لاعبى غزة الذين انضموا إلى صفوف المنتخب. «يبدو إن فيه مشاكل أمنية رغم أنى كنت فايت فى 2007 عن طريق معبر إيريتز، بيت حانون، ولما صارت أحداث غزة كنت مع المنتخب فى الأردن». التصريح يطلبه جبريل الرجوب، رئيس الأمن الوقائى السابق فى غزة والذى تولى رئاسة الاتحاد واللجنة الأوليمبية منذ أكثر من عامين، وإسرائيل لا تعطى أسبابا للرفض، هذا هو الحال. قبل شهرين فقط رفضت إسرائيل تصاريح لاعبى المنتخب الأولمبى فى غزة بالكامل ليلتحقوا بالمعسكر فى الضفة. «ناس وناس»، يقول إبراهيم الشيخ أمين عام نادى غزة. «مش صحيح»، يرد إسماعيل أبومطر رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة والقادم قبلها بيوم من رام الله. «من بعد الانقسام الفلسطينى لم يشارك فى المنتخب أى لاعب من غزة»، يشرح الشيخ، فيعلق أبومطر «فيه قرار من الاتحاد بعدم تفريغ القطاع من اللاعبين، لأن غزة بحكم قربها من مصر مستوى لاعبيها مرتفع». «لحد اللحظة باحاول ومش يائس إنى أشارك تانى»، يقول جندية الذى جاءته عروض للعب فى دورى المحترفين أو الاحتراف خارج فلسطين. «لا عبور من ايريتز ولا من رفح، والنشاط فى غزة صعب». الضرر الذى أصاب غزة بسبب الحصار ثم الاقتتال الفلسطينى فى أعقاب سيطرة حماس على القطاع أصاب الرياضة أيضا. المسابقات الرسمية شبه معدومة ومجالس إدارات النوادى انقسمت، كما انقسمت فتح وحماس. «شكلنا لجنة للوفاق الرياضى لترتيب أوضاع 10 أندية، التى تم حل مجالسها وانتهينا إلى تشكيل يضم 4 من الإدارة القديمة و3 من الإدارة الجديدة»، كما يشرح عبدالسلام هنية مستشار وزير الرياضة ونجل رئيس الوزراء. لكن الأزمة استمرت فى 5 نوادٍ أخرى من بينها نادى الشجاعية الذى ينتمى إليه صائب. «النادى مش معنا. الوضع السياسى أثر علينا، بنتدرب خارج النادى فى ملاعب مدارس أو نوادٍ أخرى. وضع لا يفيد الرياضة». يعترف المسئولون عن الرياضة فى غزة أنه رغم وجود قرار من وزير الداخلية بتسليم النادى إلى مجلس الإدارة القديم، الجهاز العسكرى يرفض الخروج منه. منذ شهر واحد فقط عادت البطولات الرياضية فى غزة. الأمر بدا بمبادرة من برنامج التنمية الإنسانية التابع للأمم المتحدة. مشروع «حوار وتسامح» لتفعيل الرياضة فى غزة. بتمويل من الإمارات العربية خصص المشروع 125 ألف دولار لإقامة مسابقات لكرة القدم ودورات تدريب وتأهيل المدربين ودورة فى التنظيم والإدارة الرياضية، بالإضافة إلى دعم 5 مدراس كرة قدم لمدة عام بجميع المستلزمات الرياضية والملابس والمدربين. «كنا نريد إعادة الروح للرياضة وتقريب الناس من بعضها»، يقول إبراهيم الشيخ «مش عايزين نروح فى الرجلين». ويسعى برنامج الأممالمتحدة لإقامة مباراة بين قيادات فتح وحماس على غرار ما جرى فى لبنان بين البرلمان والحكومة. «لو اتفقنا فى الرياضة ثم فى التعليم والصحة، تبقى المشاكل الأمنية قابله للحل»، فى اعتقاد عبدالسلام هنية، الذى ينتقد رغم ذلك اتحاد الكرة لامتناعه عن تقديم أى دعم مالى لأندية القطاع، «فى حين دفع 20 ألف دولار لنوادى الضفة». «ما فيش غير الوفاق ورفع الحصار»، يقول المدافع الفلسطينى. غزة بادرت بدعوة نادى «الوحدات» الأردنى للعب 3 مباريات فى القطاع لكسر الحصار. «الرجوب بدأ التنسيق وحسب معلوماتنا السفارة المصرية فى الأردن رحبت ومنتظر يصل خلال 10 أيام»، حسب رئيس نادى غزة. لكن غزة تريد أبوتريكة. «جالنا وفود فنانين وبرلمانيين. نريده يزور غزة هو ونجوم منتخب مصر»، يقول هنية الابن: «يا أبوتريكة، يا أحمد حسن يا شيكابالا، يا حسن شحاتة، نأمل أن نشاهدكم فى غزة كما جاء نادى الزمالك فى 1999»، يكرر الرجل الدعوة ويطلب من سمير زاهر التنسيق من أجل تحقيقها. على بعد أمتار من شارع مصطفى حافظ بحى الرمال، حيث مبنى نادى غزة، الأقدم فى القطاع، يرتفع علم الزمالك على مقر رابطة مشجعى النادى المصرى، أمتار أخرى ويظهر مقر رابطة مشجعى نادى الأهلى وما بينهما نادى اليرموك، الملعب الأكبر فى القطاع، وفى الداخل إسماعيل هنية يشارك فى مباراة لكرة القدم. «ما أقدرش أبعد كتير عن المستطيل الأخضر»، يقول صائب: «عندى أمل فى وجه ربنا، الأمور تنحل بأسرع وقت».