دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما العالم إلى دعم المعارضة الإيرانية فى الداخل وذلك بمناسبة الذكرى الأولى لانتخابات الرئاسة الإيرانية التى فاز فيها الرئيس أحمدى نجاد بفترة حكم ثانية. جاءت دعوة الرئيس الأمريكى فى الوقت الذى تراجعت فيه المعارضة التى أثارت العام الماضى أعنف موجة احتجاجات فى إيران منذ الثورة الإيرانية عن تنظيم مظاهرات بمناسبة ذكرى الانتخابات التى وصفتها بالمزورة فى ذلك الوقت. وفى حين قالت المعارضة إنها تخلت عن التظاهر حقنا للدماء يرى خبراء إيرانيون تحدثت إليهم «الشروق» أن الحكومة والمعارضة فى إيران تجاوزتا قضية تزوير الانتخابات الرئاسية ولم تعد قضية كافية لحشد الجماهير الرافضة لحكم الرئيس نجاد على حد قول حسين راوى ران الكاتب والمحلل السياسى الإيرانى المقيم فى طهران. غير أن هذا لا يعنى من وجهة نظر راوى ران أن التيار الإصلاحى المعارض توقف عن حركته السياسية، مشيرا إلى أن التيار ما زال يتحرك فى إطار أفقه السياسى طارحا مجموعة من الاعتراضات ووجهات النظر تجاه النظام فى البلاد عامة مستخدما وسائل أخرى لا تعرض حياة أنصاره للخطر. كان إعلان فوز الرئيس نجاد من الجولة الأولى فى انتخابات الرئاسة التى أقيمت يوم 12 يونيو قد فجر أعنف موجة احتجاجات من جانب أنصار مرشح المعارضة حسين موسوى مما أسفر عن مقتل 30 شخصا واعتقال الآلاف. وكان موسوى ومرشح الرئاسة السابق مهدى كروبى، إضافة إلى عشرة أحزاب معارضة ترفض نتائج الانتخابات الرئاسية التى جرت العام الماضى. أعلنوا أوائل هذا الشهر انهم طلبوا إذنا من وزارة الداخلية لتنظيم تجمعات سلمية وصامتة. ولكن لحماية حياة الناس وممتلكاتهم أعلن قادة المعارضة أمس الأول تراجعهم عن التظاهر، وطالب بيان مشترك لهم نشر على موقع كروبى من أنصار المعارضة مواصلة طرح مطالبهم بوسائل أخرى «أقل كلفة وأكثر فاعلية» من التظاهرات. ويرى راوى ران أن العديد من أنصار المعارضة تراجعوا عن موقفهم المؤيد لها بسبب تركيز السلطة الإيرانية على أن التيار الإصلاحى يدعمه الغرب، وكان ذلك واضحا فى المحاكمات التى جرت لبعض المعارضين الذين اعترفوا بعلاقتهم مع الغرب، مما آثار الشكوك حول أن ما حدث لا يخدم إيران وإنما يخدم الأجندة الغربية. أما حسن هانى زادة المحلل السياسى الإيرانى يقول «لن يحدث شىء على الإطلاق، سيمر اليوم بهدوء فالأزمة بين الحكومة والمعارضة انتهت»، ويستطرد قائلا «ولكن لا يجب أن نستبق الأحداث.. قد يحدث ما لا نتوقعه». ويضيف زادة أن البلاد لم تشهد تحركات أمنية، وطالبت وزارة الداخلية الإيرانية الأحزاب التى تقدمت إليها بطلب تنظيم مظاهرات بإرسال مندوبين عنها، لتتفاوض معهم وتستفسر عمَّا ينون القيام به بالتفصيل، ولكن الأحزاب قررت التراجع عن التظاهر. ويرى زادة أن القيادة الإيرانية والإصلاحيين والمحافظين يرفضون تكرار ما حدث العام الماضى لأن كل هؤلاء أدركوا أن ما حدث لم يكن فى صالح البلاد خاصة أنهم تأكدوا أن أحمدى نجاد قام بواجباته كرئيس جمهورية منذ انتخابه العام الماضى. فالتيار المعتدل هو الذى انتصر على كل من التيار الإصلاحى والمتشدد. كما يؤكد زادة أن الشارع الإيرانى منشغل الآن بالحديث عن المشروع النووى الإيرانى والعقوبات التى فرضها مجلس الأمن على البلاد وما سيترتب على ذلك من آثار سلبية على الاقتصاد الإيرانى. هذا بالإضافة إلى أن المواطن الإيرانى مشغول بحياته اليومية ولا يرغب فى أن يصنع لنفسه مشاكل مع الأجهزة الأمنية.