اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد القوى النووية بأنها "تريد احتكار التكنولوجيا" و"تمنع الآخرين من استخام النووي سلميا"، وذلك بعد يومين على تصويت مجلس الأمن الدولي على مجموعة عقوبات جديدة بحق طهران. وقال أحمدي نجاد في مدينة شانجهاي الصينية أن "القوى النووية لا تدع الآخرين يستخدمون الطاقة النووية ولو سلميا، وبعضها استخدم قنابل مدمرة"، وذلك بعد صدور مجموعة رابعة من العقوبات الدولية العسكرية والمالية بحق ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وأضاف الرئيس أثناء زيارته الجناح الايراني في معرض شانجهاي العالمي شرق الصين ان القوى النووية "تريد احتكار العلم والتكنولوجيا لحماية مصالحها المادية". وزار احمدي نجاد جناح بلاده بمناسبة "يوم ايران" في المعرض الضخم حيث تتمثل 189 دولة. وليس من المتوقع ان يزور الرئيس الايرانيبكين وان يجري محادثات مع مسؤولي الصين الحليفة التقليدية لبلاده والتي صوتت لصالح قرار العقوبات في مجلس الامن الدولي. واعتبر احمدي نجاد ان هذه العقوبات "تصلح للرمي في سلة المهملات"، وهو ينفي باستمرار ان تكون بلاده تطور برنامجا نوويا عسكريا. وكانت طهران قد عبرت عن استيائها من تصويت بكين، أكبر شركائها الاقتصاديين والتجاريين، على القرار ضد طهران ووجه رئيس الوكالة الايرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي انتقادات غير معهودة للصين. في سياق متصل، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما العالم إلى دعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل "الحرية"، وذلك في بيان تلي باسمه بمناسبة الذكرى الأولى لانتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت قبل عام، في حين قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إنها تأسف لإلغاء المعارضة مظاهرة في طهران بالمناسبة ذاتها. وقال أوباما في رسالة تلتها باسمه مستشارته لشؤون حقوق الإنسان سامانثا باور "إنها لمسؤولية جميع الشعوب الحرة والأمم الحرة أن تقول بوضوح إننا نقف إلى جانب أولئك الذين ينشدون الحرية والعدالة والكرامة". وأضاف في رسالته التي قالت باور إن البيت الأبيض سينشرها في وقت لاحق، إن "شجاعة الشعب الإيراني تقف أمامنا مثالاً يحتذى وتحديا لنا لمواصلة جهودنا كي نحور مجرى التاريخ نحو العدالة". كما قال إنه يتطلع قدما إلى اليوم "الذي يتمكن فيه الإيرانيون من التحدث بحرية والتجمع دون خوف والتعبير عن آرائهم دون مواجهة العقاب". ومن جهتها أعربت كلينتون عن أسفها لعدول المعارضة الإيرانية عن التظاهر بمناسبة الذكرى الأولى للانتخابات، وقالت خلال زيارة لجزر بربادوس "ليس من المؤسف فقط أن تلغي المعارضة المظاهرات، لكنه يكشف أيضاً بجلاء لماذا يثير النظام الإيراني كل هذا القلق في جميع أنحاء العالم". وكانت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في 12 يونيو العام الماضي قد أثارت احتجاجات واسعة بالشوارع وسط اتهامات بتزوير الانتخابات، وسقط خلالها العديد من القتلى والجرحى واعتقل العشرات مما جعلها أسوأ اضطرابات مدنية منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979. وأعلن الزعيمان الايرانيان المعارضان مير حسين موسوي ومهدي كروبي الغاء التظاهرة التي كان مقررا انطلاقها في العاصمة طهران اليوم السبت لاحياء الذكرى السنوية الاولى للانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي فاز بها الرئيس محمود احمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية. وجاء في بيان نشر في الموقع الخاص بموسوي على الانترنت ان الزعيمين كروبي وموسوي "وبعد تلقي تقارير من الاحزاب الداعية للاصلاح، ولاجل حماية ارواح المواطنين وممتلكاتهم" قررا الغاء التظاهرة التي كان مقررا لها ان تنطلق السبت. من ناحية أخرى، يسعى الاتحاد الأوروبي لفرض مزيد من العقوبات على إيران إضافة إلى العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، ويتوقع أن تفرض العقوبات قيودا على واردات إيران من المعدات التي تستخدم في قطاعي الغاز والبترول. وكان مجلس الأمن أقر الأربعاء حزمة رابعة من العقوبات على إيران بشأن برنامجها النووي، وتضمن القرار فرض إجراءات ضد بنوك في إيران يشتبه في صلتها بالبرنامج النووي الإيراني أو برامج تطوير الصواريخ. وسيجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم بعد غد الاثنين في لوكسمبورج لبحث تفاصيل العقوبات الإضافية، والمساعدة في تحضير بيان يصدره زعماء الدول الأعضاء بالاتحاد باجتماع قمة يعقد في بروكسل الخميس 17 يونيو.