كشفت مقارنة بين الشهادتين المقدمتين من عبدالستار تميم لمحكمة جنايات القاهرة فى قضية مقتل ابنته سوزان المتهم فيها رجل الأعمال هشام طلعت عضو مجلس الشورى ومحسن السكرى الضابط السابق بمباحث أمن الدولة تناقضا شديدا فى موقفه من رجل الأعمال. ففى الشهادة التى أرسلها العام الماضى واستندت إليها المحكمة فى إصدار حكم بالإعدام، قال والد سوزان تميم إن ابنته وهشام طلعت نفسه ومعاونه أبلغوه أن هشام يخطط لقتل ابنته، كما اتهم والد سوزان تميم هشام طلعت صراحة بسرقة الخزن الحديدية من منزل شقة سوزان وغرفتها فى فندق الفورسيزون. بينما قال فى التنازل الذى أرسله والد سوزان تميم للمحكمة الأسبوع الماضى إن اتهامه لهشام تم بناء على ما نشرته الصحف عن القضية، ولم يذكر شيئا عن أنه ذكر فى شهادته السابقة أن اتهامه تم بناء على تهديدات تلقاها هاتفيا من هشام طلعت نفسه. وكان عادل معتوق أحد أزواج سوزان تميم قال فى برنامج تلفزيونى إن والد سوزان تميم حصل على 80 مليون جنيه من سحر طلعت شقيقة هشام مقابل التنازل عن دعوى التعويض ضد هشام.وتنشر «الشروق» نص شهادة عبدالستار تميم التى أرسلها لمحكمة جنايات القاهرة العام الماضى وصدر بناء عليها حكم الإعدام، والآن يقول إنها غير صحيحة. يقول عبدالستار تميم فى شهادته الأصلية للمحكمة إن ابنته سوزان اتصلت به وأبلغته أنها غادرت مصر للعيش فى لندن بعد خلافات بينها وبين هشام طلعت، واتصل به هشام طلعت شخصيا ليبلغه أنه اشترى فى لندن منزلا لسوزان بقيمة 4 ملايين دولار أمريكى، ثم أرسل أحد معاونيه ويدعى زكى الجزيرى لى لاصطحابى فى رحلة إلى لندن لمشاهدة المنزل. ويضيف والد سوزان تميم فى شهادته الأصلية أن هشام طلعت أرسل له فى بيروت طائرته خاصة بها شقيقه طارق طلعت عضو مجلس الشعب لاصطحابه للندن للبحث عن سوزان، وخلال التجول فى لندن علم أن هشام طلعت يستخدمه للإرشاد عن مكان ابنته، وأبلغه زكى الجزيرى أن هشام طلعت يود معرفة مكانها لإيذائها، ولكن لم يتم العثور عليها. وأوضح فى شهادته أن سوزان اتصلت به فى بيروت بعد ذلك، وأبلغته أن هشام طلعت يدبر لها سوءا ويهددها بحياتها وأسمعته تسجيلات على الهاتف تؤكد تهديد هشام طلعت لها.واسترسل والد سوزان تميم بأن المدعو عباس الذى استخرج تأشيرة دخول للمتهم محسن السكرى للندن كى يراقب سوزان، هو نفسه الذى استخرج له، أى عبدالستار تميم، تأشيرة الدخول إلى لندن من قبل. وواصل عبدالستار شهادته الأصلية قائلا: إن المتهم الثانى هشام طلعت اتصل به شخصيا، وأخبره انه سيخطف ابنته سوزان من لندن فى كيس ويحضرها إلى مصر، ولن يفتح هذا الكيس سوى والدها عبدالستار تميم ليرى مصير ابنته. ثم سلم عبدالستار تميم تسجيلات هاتفية بين ابنته الرحالة سوزان تميم وعبدالخالق خوجة أحد مساعدى هشام طلعت، تضمنت اتهام سوزان لهشام طلعت بالتربص لها لقتلها.وألمح والد سوزان فى شهادته أن بحوزته تسجيلات لهشام طلعت نفسه، لكنه لم يقدمها حتى الآن للمحكمة. واختتم عبدالستار تميم شهادته لهشام طلعت باتهامه بالاستيلاء على خزانة حديدية من شقة سوزان ببرج الرياض بالجيوة، واتهمه بارسال أعوانه الذين أفرغوا الشقة من الأثاث.