منذ الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قافلة الحرية التي كانت متجهة إلى غزة وضمت ناشطين سلميين، يوم الاثنين الماضي، اندلعت الحرب على موقع يوتيوب (المختص بنشر مقاطع الفيديو) بين إسرائيل والأطراف الداعمة للقضية الفلسطينية والنشطاء الضحايا، وحاول كل طرف أن يستغل مقاطع الفيديو المنشورة على الموقع المشهور عالميا لدعم موقفه، والتأكيد على وجهة نظره من الأحداث. وذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أنه لا يوجد إجماع حتى الآن حول حقيقة ما حدث في ذلك الاعتداء الدامي، ولا يوجد فيديو موثوق فيه بدرجة كافية ليصبح شاهدا حقيقيا على الأحداث. من جانبها، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن من بين أكثر المقاطع مشاهدة على يوتيوب ثلاثة فيديوهات أطلقتها قوات الجيش الإسرائيلي توضح اعتداء الناشطين على قوات الجيش الإسرائيلي التي اقتحمت السفينة مرمرة، بينما جاء الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة عن الواقعة في المركز الرابع، بنسبة 610 ألف مشاهدة، بالمقارنة بنسبة مشاهدات الفيديوهات الثلاثة الإسرائيلية التي بلغت 3 مليون مشاهدة. ومن ضمن المقاطع الإسرائيلية المنشورة على يوتيوب، مقطع فيه صوت أحد الجنود وهو يصرخ قائلا إن أحد النشطاء ألقى بجندي من على متن السفينة إلى البحر، أما فيديو قناة الجزيرة فيوضح لقطات استيلاء قوات الجيش الإسرائيلي على السفينة بالقوة، ولحظات إطلاق الرصاص على الناشطين التي استمرت حتى بعد أن رفع الناشطين السلميين الراية البيضاء معلنين استسلامهم. وأشارت مجلة فورين بوليسي في النهاية إلى أن موقع يوتيوب لا يعد مقياسا حقيقيا لنجاح أي من الجانبين في رصد وقائع الأزمة الدولية، ولا يمكن الاعتماد على عدد مشاهدات مقاطع الفيديو على يوتيوب للتأكد من حقيقة ما حدث خلال الاعتداء على الناشطين، لكن كلا منهما يسعى فقط إلى فرض وجهة نظره في تفسير الأحداث من خلال عدد أكبر من مشاهدة مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب