غادر سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني القاهرة اليوم السبت، متوجها إلى تركيا بعد زيارة قصيرة لمصر استغرقت عدة ساعات استقبله خلالها الرئيس محمد حسني مبارك . كان مبارك بحث مع الحريري آخر تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية وجهود القاهرة لتحقيق الاستقرار والتنمية في لبنان، والمشاركة في مشروعات الإعمار الجارية في لبنان . وأكد مبارك دعم مصر للجهود اللبنانية لتحقيق الاستقرار، خاصة بعد نجاح لبنان في تشكيل الحكومة الجديدة ومساندتها في مشروعات التنمية والأعمال . وقال الحريري، عقب اللقاء مع مبارك، إنه حرص على زيارة مصر ولقاء الرئيس مبارك قبل زيارته المرتقبة للولايات المتحدة بعد غد الاثنين، حيث استمع من مبارك إلى تقييم شامل للموقف في الشرق الأوسط وجهود إحياء عملية السلام في المنطقة وإمكانية دفع عملية التفاوض غير المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولا إلى تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وكفالة حق العودة للفلسطينيين . وأضاف الحريري: ليس هناك حل في منطقة الشرق الأوسط اليوم إلا بتحريك عملية السلام بشكل جدي، مشيرا إلى وجود جهود في الوقت الحالي لانطلاق هذه العملية باعتبارها الحل الوحيد لمشاكل المنطقة . وطالب الحريري المجتمع الدولي والولايات المتحدة بشكل خاص بممارسة الضغط على إسرائيل للتوصل إلى حل سلمى عادل يتضمن إقامة الدولة الفلسطينية وكفالة حق العودة، وأن تكون القدس الشريف عاصمة للدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وفي معرض رده على سؤال حول المطالب اللبنانية التي سيحملها الحريري أثناء زيارته لواشنطن لكفالة أمن لبنان، أكد الحريري أن السلام هو الوسيلة الوحيدة لكفالة الحماية للبنان، وأيضا للمنطقة العربية برمتها، موضحا أن عدم الذهاب إلى الحل السلمي يفتح الباب أمام قوى العنف والتطرف في المنطقة لاستغلال التعنت الإسرائيلي وعدم سيرها قدما في عملية السلام . وقال الحريري: لو كان مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد منذ نحو 20 عاما قد أسفر عن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ولو كان السلام قد تحقق في المنطقة عام 1996، لكانت الأمور اختلفت، ولكان الاستقرار والأمن قد تحقق في كامل المنطقة، ولكانت كل المشكلات قد وجدت طريقها للحل. وأشار إلى أن هناك قضية مركزية للعرب والمسلمين هي "قضية فلسطينوالقدس التي تشهد حاليا تهويد معالمها والاستيلاء على أراضيها، كما طالب بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وعودة الأراضي العربية المحتلة لأصحابها بما في ذلك الجولان في سوريا وشبعا والغجر في لبنان، وأن يتحقق السلام العادل وفقا للمبادرة العربية". وأوضح الحريري أن زيارته للولايات المتحدة ستشمل أيضا دعم العلاقات الثنائية الأمريكية اللبنانية، وكذلك المساعدات الأمريكية للاقتصاد اللبناني والجيش اللبناني، والمشروعات التي تدعمها واشنطن في لبنان، إلى جانب جهود إحياء عملية السلام. وردا على سؤال حول موقف لبنان من المناورات العسكرية التي ستجريها إسرائيل غدا، قال الحريري إنه ينبغي على إسرائيل أن تخفف من مناوراتها، وتطرح الأمور على طاولة التفاوض لتحقيق السلام، حيث أنه ليست هناك فائدة من المناورات العسكرية خاصة في هذا التوقيت . وتساءل الحريري: كيف يقوم طرف بإجراء مناورات عسكرية في وقت تطرح فيه جهود إحياء عملية السلام؟ وهل يمكن أن يتجه أحد للتفاوض مع الفلسطينيين في عملية سلام ويجرى في نفس الوقت مناورات عسكرية؟". وعما إذا كان تم طرح مشروع جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية خلال مباحثاته مع الرئيس مبارك اليوم قال الحريري إنه تم بالفعل مناقشة هذا المشروع، وأكد أن مصر ولبنان يهمهما إخلاء المنطقة من السلاح النووي لتحقيق السلام والاستقرار فيها . كان الحريري وصل إلى القاهرة في وقت سابق اليوم قادما من بيروت في زيارة لمصر في إطار جولة شملت أيضا سوريا والأردن وتركيا.