صرح رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بأن المساعدات التي أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن تقديمها للباقين على قيد الحياة من ضحايا الاحتلال الألماني النازي لبولندا، ستتدفق قريبا. وفي أعقاب مشاورات مشتركة للحكومتين الألمانية والبولندية، قال توسك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع شولتس، في وارسو اليوم الثلاثاء:" هذه ليست مسألة أعوام بل مسألة شهور". وكان شولتس أعلن خلال نفس المؤتمر أن بلاده تعتزم تقديم مساعدات للباقين على قيد الحياة من ضحايا الاحتلال النازي لبولندا خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945). وبدوره، وصف توسك إعلان المستشار الألماني بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح. وقال: "لا يوجد مبلغ مالي يمكن أن يعوض كل ما حدث في الحرب العالمية الثانية". وأوضح أن قضية التعويضات تم إغلاقها من الناحية الشكلية والقانونية مشيرا إلى أن هذا ما كانت تراه الحكومات البولندية السابقة أيضًا. ومع ذلك، رأى توسك أن المساعدات التي وعدت بها الحكومة الألمانية لضحايا الاحتلال يمكن أن تعمل على فتح صفحة جديدة في العلاقات الألمانية-البولندية، وأردف:" لأن الإيماءات الطيبة مهمة جدًا في السياسة". وكانت حكومة حزب القانون والعدالة القومية المحافظة التي حكمت بولندا من عام 2015 إلى 2023، تسببت في توتر العلاقات بين وارسووبرلين بسبب لهجتها المعادية لألمانيا ومطالباتها لبرلين بدفع تعويضات بقيمة 3ر1 تريليون يورو. غير أن لهجة وارسو حيال برلين اتسمت بطابع ودي أكبر منذ تغيير الحكومة في بولندا في ديسمبر الماضي. وشدد توسك على أنه في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن ما يهمه حاليًا هو التزام ألمانيا بالأمن في أوروبا. وقال: "ما يهمني هو أن تكون ألمانيا مستعدة لتحمل مسؤولية أكبر بكثير من أجل أمن القارة، لضمان عدم وجود حرب في أوروبا". وكان شولتس قال إن "وضع الضحايا المسنين هو أمر يؤثر فينا بشدة، وسنتخذ إجراءات في هذا الشأن"، غير أن المستشار الألماني لم يحدد متى ومقدار التعويض الذي سيتم دفعه لحوالي 40 ألف شخص من ضحايا الاحتلال الألماني لبولندا الذين لا يزالون على قيد الحياة.
