تعتزم ألمانيا وبولندا، وضع تعاونهما على أساس جديد من خلال خطة عمل. ومع ذلك، فإن الخطة لا تحتوي على أي اتفاقيات مالية محددة بشأن تعويضات عن الحرب العالمية الثانية أو مساعدات عسكرية، حسبما تبين من الوثيقة التي وزعتها الحكومة الألمانية. واستقبل رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك المستشار الألماني أولاف شولتس صباح اليوم الثلاثاء في وارسو بمراسم عسكرية. وأعقب ذلك انطلاق المشاورات الألمانية - البولندية، التي توجه شولتس رفقة عشرة من الوزراء ووزيري دولة في حكومته لإجرائها في العاصمة البولندية. وهذه المرة الأولى منذ عام 2018 التي يتم فيها عقد هذا الاجتماع الثنائي المهم. وتطالب بولندا منذ فترة طويلة بتعويضات عن الأضرار التي سببتها الحرب العالمية الثانية والاحتلال الألماني. وطالبت حكومة حزب العدالة والقانون البولندي المحافظة، التي قادت البلاد من عام 2015 حتى عام 2023، بتعويضات من ألمانيا تبلغ قيمتها أكثر من 1.3 تريليون يورو. وقد أدى هذا - بالإضافة إلى الدعاية المستمرة المناهضة لألمانيا من قبل كبار ممثلي حزب العدالة والقانون - إلى إفساد العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة. وفي ظل حكومة يسار الوسط بقيادة دونالد توسك، التي تتولى السلطة في بولندا منذ ديسمبر الماضي، تحسن المناخ بشكل ملحوظ. في المقابل قال توسك خلال زيارته الرسمية لبرلين في شباط/فبراير الماضي: "من الناحية الرسمية تم اختتام التعويضات منذ سنوات عديدة. لكن التعويض المادي والأخلاقي لم يتحقق أبدا"، مؤكدا ضرورة تسوية الحسابات والبحث عن طرق للتعاون دون الضغط على العلاقات المتبادلة. وجاء في الوثيقة التي أتاحت الحكومة الألمانية الاطلاع عليها: "تجري الحكومتان حوارا مكثفا حول إجراءات دعم ضحايا الهجوم والاحتلال الألماني في الأعوام من 1939 إلى 1945 والذين ما زالوا على قيد الحياة، وكذلك حول إحياء الذكرى والأمن"، ولم تتضمن الوثيقة أي وعود محددة بشأن مدفوعات. وتذكر خطة العمل بناء البيت الألماني - البولندي في برلين كمشروع آخر في خدمة المصالحة. ويهدف المنزل إلى إحياء ذكرى التاريخ الألماني-البولندي المعقد والاحتلال الألماني الوحشي للبلاد خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وإنشاء مكان لإحياء ذكرى الضحايا البولنديين. وجاء في الوثيقة، أن الجانبين يوليان أهمية لاستكمال هذا البناء في أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى ذلك، يتعهد الجانبان باستخدام كتاب التاريخ المدرسي الألماني-البولندي بعنوان "أوروبا - تاريخنا" كمادة تعليمية. ويتناول جزء كبير من خطة العمل المؤلفة من 40 صفحة موضوع الدفاع. وتعد بولندا - العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) - واحدة من أكثر الداعمين السياسيين والعسكريين التزاما تجاه أوكرانيا التي تتعرض لهجوم من روسيا. بالإضافة إلى ذلك اكتسبت بولندا، التي لا تقع على حدود أوكرانيا فحسب، بل أيضا على حدود بيلاروس ومنطقة كالينينجراد الروسية، أهمية جديدة كدولة واقعة على خط المواجهة. وجاء في الوثيقة: "سنعزز قابلية التشغيل البيني وتوحيد قدراتنا الدفاعية، وسنزيد قدرات الإنتاج ونشجع الاستثمار في صناعتنا الدفاعية". وتشير الوثيقة بالتحديد إلى تطوير مبادرات مشتركة في مجال الدبابات والذخائر، وزيادة توافر قطع الغيار لدبابات القتال الرئيسية من طراز "ليوبارد"، والتي قام كلا البلدين بتسليمها إلى أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تعتزم بولندا وألمانيا تنسيق "جهودهما لإنشاء ركيزة أوروبية أقوى وأكثر كفاءة في الناتو"، والتي من شأنها المساهمة بصورة جوهرية في إمكانات الردع للحلف، حسبما جاء في الوثيقة.