أصبح اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان المنحدر من أصول روسية والداعي إلى طرد العرب الذين لا يدينون بالولاء إلى دولة إسرائيل وزيرا لخارجية الدولة العبرية ، مثيرا موجة من القلق بسبب مستقبل عملية السلام والعلاقات بين إسرائيل وباقي دول المنطقة. وقبل تعيينه في هذا المنصب ، حرص هذا السياسي المتطرف على طمأنة الرأي العام الدولي ، مبديا استعداده للقبول ب"قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة" إلى جانب إسرائيل. لكن ليبرمان "الفاشي" و"الخطير" في نظر معارضيه لا يزال يثير القلق ، وهو أحد السياسيين الإسرائيليين القلائل الذين أبدوا تعاطفا مع اليمين المتطرف الأوروبي. وفي هذا السياق ، تعهد ليبرلمان بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة ، مؤكدا أن هذا الهدف لم يتحقق خلال الهجوم العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع ، وكان لهذا الموقف تأثير كبير ، فحزبه "إسرائيل بيتنا" تحول ثالث قوة سياسية في إسرائيل مع فوزه ب15 مقعدا في الكنيست من أصل 120 في انتخابات العاشر من فبراير مقابل 11 مقعدا في الانتخابات السابقة. وخلال بضعة أسابيع ، تمكن ليبرمان - 50 عاما - المولود في مولدوفا من استقطاب قسم من القاعدة الانتخابية لحزب الليكود اليميني بزعامة بنيامين نيتانياهو. ومنذ توقف المعارك في قطاع غزة في 18 يناير ، اتهم الحكومة بأنها "منعت الجيش من إنهاء المهمة" في القطاع الذي تنطلق منه صواريخ على الأراضي الإسرائيلية ، حتى إنه اعتبر خلال الهجوم أن من الضروري "محاربة حماس كما حاربت الولاياتالمتحدة اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية". وفي صلب برنامجه ، العرب الإسرائيليون أو (عرب 48) ، ويعتبر الزعيم اليميني المتشدد أنهم يشكلون "طابورا خامسا" في طور التشكل حملة ويقود حملة مركزة ضد الأقلية العربية شعارها "لا مواطنة بدون ولاء". وخاض ليبرمان معارك مع العديد من النواب العرب الذين أبدوا تضامنهم مع الفلسطينيين خلال العدوان على قطاع غزة. ومن اقتراحاته مبادلة أراض يقطنها عرب إسرائيل بأجزاء من الضفة الغربية ، وكان قد دعا إلى إعدام النواب العرب الإسرائيليين الذين يجرون اتصالات مع حماس بتهمة "الخيانة". ولا يبدي ليبرمان أي نية في التفاوض مع الفلسطينيين ، وكان أول ما قاله فور توليه منصبه كوزير للخارجية أن إسرائيل لن تلتزم باتفاق أنابوليس للسلام مع الفلسطينيين ولن تلتزم سوى بخريطة الطريق. كما سبق له أن أغضب القيادة المصرية عندما قال إنه يمكن للرئيس المصري حسني مبارك أن "يذهب إلى الجحيم" لرفضه القيام بزيارة رسمية لإسرائيل ، وسبق أن طالب بضرب السد العالي في أسوان. ويقيم ليبرمان في مستوطنة نكديم قرب بيت لحم ، وكان قد حضر إلى إسرائيل في 1978 قادما من مولدوفيا ، ثم درس العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة ، وانتسب بعد ذلك إلى الليكود ، وتم تعيينه مديرا عاما للتكتل اليميني بين 1993 و1996 ، قبل أن يعينه رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو مديرا لمكتبه من 1996 إلى 1997. وفي 1999 ، أنشأ "قيصر جميع اليهود الروس" كما يلقبه أنصاره حزب "اسرائيل بيتنا" ، وانتخب في السنة نفسها في الكنيست ، وفي مارس 2001 ، تم تعيينه وزيرا للبنى التحتية ، وتولى بعدها وزارة المواصلات في فبراير 2003 ، و"أقاله" أرييل شارون من منصبه في يونيو 2004 بسبب خلاف حول الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من غزة. وكان مسار ليبرمان السياسي غير تقليدي ومناقضا لغالبية المهاجرين الجدد الذين يسعون إلى الاندماج في الهيئات والمؤسسات القائمة لتحقيق مكانة لهم ، فقد اختار الاعتماد على مجموعة المهاجرين الروس السابقين التي ينحدر منها من أجل تحقيق طموحاته.