أعلنت الرئاسة الفرنسية، اليوم الثلاثاء، تعيين جابريال أتال (34 عاما) رئيسا جديدا للوزراء خلفا لإليزابيث بورن، وذلك في محاولة لإعطاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زخم جديد لولايته الثانية قبل انتخابات البرلمان الأوروبي ودورة الألعاب الأولمبية في باريس هذا الصيف. ويصبح بذلك أتال، أصغر رئيس وزراء للجمهورية الخامسة، محطما الرقم القياسي للاشتراكي لوران فابيوس الذي عين رئيسا للوزراء في سن 37 عاما في سنة 1984. وأمس، قدمت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن استقالة حكومتها إلى ماكرون، الذي قام بدوره بقبولها. وكان ماكرون، قد أثار تكهنات حول إجراء تعديل حكومي في ديسمبر الماضي من خلال الوعد بمبادرة سياسية جديدة، بعد أن شهد عام 2023 أزمات سياسية ناجمة عن إصلاحات مثيرة للجدل لنظام التقاعد وقوانين الهجرة. وأفادت وسائل إعلام فرنسية، بأن أتال هو الأكثر حظًا بالوصول إلى هذا المنصب، "نظرًا لشعبيته في البلاد". وكانت استقالة بورن قد طرحت علامات استفهام حول الشخصيات التي يمكن أن تخلفها في منصبها، حيث رجّح الإعلام الفرنسي أن يتولى وزير التعليم جابريال أتال هذا المركز. - نجل محامي ومنتج أفلام ولد جابريال أتال في 16 مارس 1989 في كلامار بالقرب من باريس. كان والده إيف أتال محامياً ثم منتج أفلام، بينما تعمل والدته ماري دي كوريس في شركة إنتاج، ولديه ثلاث شقيقات وشقيق صغير بالتبني. كان جابريال، شغوفًا بالسياسة في وقت مبكر جدًا، ومنذ سنوات دراسته الثانوية شن حملة ضد مبادرة الحكومة لتعديل قانون العمل آنذاك. وأصبح جابريال، عضوًا في الحزب الاشتراكي في عام 2006، وشارك في ترشيح سيجولين رويال لانتخابات 2007 الرئاسية، أثناء دراسته في معهد الدراسات السياسية في باريس، الذي حصل منه عام 2012 على درجة الماجستير في الشئون العامة. وكان جابريال من أوائل الاشتراكيين الذين تبعوا إيمانويل ماكرون أثناء إنشاء حركته والذي عينه وزيرًا مفوضًا للحسابات العامة في ربيع عام 2022. - مثلي الجنس ومنذ تعيينه وزيرا للتعليم قبل أربعة سنوات، واجه انتقادات بسبب توجهه الأيديولوجي حيث هاجم فيليب دي فيلييه السياسي اليميني، أتال ووصفه بأنه "كارثة الصيف" وأضاف أنه سينقل الوزارة "إلى المثليين والمتحولين جنسيًا"، في إشارة إلى جابريال الذي سبق أن أعلن أنه مثلي الجنس، وعلى علاقة مع النائب في البرلمان الأوروبي ستيفان سيجورني. وأثارت تصريحات دوفيلييه غضب الطبقة السياسية الفرنسية بمختلف تياراتها بما فيها التجمع الوطني، حزب اليمين المتطرف حيث اعتبر النائب سيباستيان تشينو أن هذا التصريح "مروع". كما طالت التصريحات انتقادات باعتبارها تتنافى مع قيم الجمهورية الفرنسية. وعقب شهر من ترقيته وزيرًا عام 2023، أصدر جابريال قرارًا في 27 أغسطس الماضي بمنع ارتداء العباءات والقمصان الطويلة في المدارس، ما أثار جدلًا وعرضه لانتقادات جمعيات حقوقية وتيارات سياسية معارضة.
